تكاد تكون مياهه وقود لمواجهة عسكرية عالمية ثالثة، وفوهة بركان قد تتوهج في أية لحظة، و البحرية الصينية تحذر الولايات المتحدة الأمريكية من الاقتراب، فهل ستكون مواجهة نووية تنهي العالم كما نعرفه؟
حركات مثيرة وتحفز عسكري لأقصى درجة في بحر الصين الجنوبي بين القوات البحرية الصينية ونظيرتها الأمريكية على إثر تحركات أمريكية في المنطقة وصفتها بكين بأنها تهديد لأمنها القومي.. فماذا حدث مع أول ضوء؟
البداية كانت مع تصريحات وبيانات عاجلة للجيش الصيني، أكد أنه أجبر المدمرة الأمريكية “ميليوس” على مغادرة المياه الإقليمية الصينية، بعدما راقب تحركاتها لدى تسللها إلى بحر الصين الجنوبي.
والمدمرة “ميليوس”، هي أحد القطع العسكرية البحرية ضمن فئة مدمرات “أرلي بيرك” التي تحمل مقذوفات موجهة.
وأضاف الجيش الصيني في بيانه الغاضب، أن المدمرة “ميليوس” تحركت بشكل خارج إطار القانون للمياه المحيطة بجزر باراسيل، والمتنازع عليها مع دول المنطقة، ولكنها تسيطر عليها فعليا.
ووفقا لمفهوم “بكين”، فإن وجود أي مدمرة أمريكية بالمنطقة يُعد تعديا على المياه الإقليمية الصينية.
ويبدو أن المدمرة “ميليوس” تخصص أزمات بين واشنطن وبكين، حيث تسببت تلك المدمرة سابقا في عام 2021، بأزمة كبيرة بين الصين وأمريكا، عندما عبرت مضيق تايوان، وهو ما أغضب بكين ووصفته بأنه تهديد لأمنها القومي متعهدة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمواجهة التهديدات وحماية أمنها القومي، فيما وصفت واشنطن تحركات سفينتها العسكرية، بأنه عبور اعتيادي.
ومن جانبه أسرع الجيش الأمريكية إلى نفي بيان الجيش الصيني، حيث أشار المتحدث باسم القيادة الأمريكية بمنطقة المحيط الهندي، إن المدمرة تقوم بعمليات روتينية في منطقة بحر الصين الجنوبي وأنها لم تطرد، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر في عملياتها أينما يسمح القانون الدولي بذلك.
وردا على هذا التصريح من المتحدث باسم القيادة الأمريكية بمنطقة المحيط الهندي، قال “تيان جون لي”، المتحدث باسم قيادة مسرح العمليات الجنوبية في الصين، إن جميع القوات في حالة تأهب قصوى وانها ستتخذ كافة الإجراءات لحماية الأمن و الاستقرار في بحر الصين الجنوبي.
وبذلك تضاربت روايات بكين وواشنطن، بشأن المدمرة الأمريكية “ميليوس”، وطردها من عندمه، إلا أنه لم يكن التضارب الأول في البيانات الرسمية بين الدولتين بخصوص المواجهات في بحر الصين الجنوبي، فكانت هناك مواجهة شبيهة وقعت في يوليو من العام الماضي، عندما قال الجيش الصيني إنه طرد مدمرة أمركية من المنطقة، لكن الولايات المتحدة نفت ذلك.
ويعد بحر الصين الجنوبي أحد أهم الأماكن الاستراتيجية في العالم حيث يتحكم في واحد من أهم الممرات المائية بالعالم، فيقع في منافذ بحرية بين المحيط الهادي و المحيط الهندي، كما أنه غني بالثروات الهائلة سواء كان نفط أو غاز أومعادن أو أسماك.
كام يمر من خلال بحر الصين الجنوبي أكثر من 90 % من التجارة الصينية و وكذلك تجارة الدول المجاورة سواء الكورية واليابانية نحو آسيا والشرق الأوسط والهند.فهل يكون الصراع في بحر الصين الجنوبي هو الذي يشعل فتيل المواجهة العسكرية العالمية الثالثة؟