لم يعدل لقانون دولي وزن، ولا لاتفاقيات سياسية قيمة أمام الخطوة التي أقدمت عليها إثيوبيا دونما الاعتداد بالقواعد الدولية المعمول بها في مثل تلك الإجراءات، وبات الاستفزاز سيد الموقف الراهن.
تظهر صور الأقمار الصناعية، أن إجراءات متواصلة تقوم بها إثيوبيا بشأن سد النهضة تتضمن استئناف أعمال خرسانية في أجزاء محددة، وإجراءات عاجلة في الممر الأوسط.
وفق صور الأقمار الصناعية فتحت السلطات الإثيوبية المعنية بسد النهضة بوابتي التصريف أعلى الممر الأوسط، وذلك في ذات التوقيت الذي أوقفت فيه أديس أبابا التوربينين المتواجدين في ذلك الجزء من السد عن العمل مع استمرار عبور المياه أعلى الممر.
يتزامن بوابتي التصريف أعلى الممر الأوسط في سد النهضة، مع ارتفاع ملحوظ في مُعدّلات تدفق المياه بالنيلين الأزرق والأبيض الرافدين الرئيسيين لنهر النيل، وذلك وفق التنبيه الصادر من الإدارة العامة للخزانات بوزارة الري السودانية.
ارتفاع إيراد المياه بالنيلين الأزرق والأبيض، يرجح الخبراء أن يؤدي إلى ارتفاع مماثل في المجرى الرئيسي لنهر النيل، لكن الخبراء لم يربطون – بشكل مباشر – بين فتح بوابات التصريف بالممر الأوسط بالسد الإثيوبي وبين ارتفاع منسوب المياه لكن تصريحات صدرت من مسؤول سوداني كبير كشفت الحقيقة.
الدكتور عثمان التوم وزير الري والموارد المائية الأسبق في السودان، إلى تدفق مياه من سد النهضة الإثيوبي، حيث استطاعت إثيوبيا البناء أعلى الحاجز المتوسط لجسد سد النهضة واضطرت لتقليل المياه ليكون مستواها أقل من ذلك الحاجز.
تريد إثيوبيا حاليا وبشكل عاجل تجفيف الممر الأوسط، وذلك في سياق الإجراءات التمهيدية لبدء الأعمال الخرسانية وزيادة ارتفاع جانبي السد وبدء التخزين المقرر إتمامه في إطار الملء الرابع لسد النهضة.
الأزمة التي قد تتسبب فيها إثيوبيا حاليا جرَّاء بدء إجراءات الملء الرابع لسد النهضة هي عدم مراعاة المطلب الرئيسي لكل من مصر والسودان لحفاظ على حصة البلدين في مياه النيل وعدم تأثرها.
ولطالما أكدت دولتا المصب أنهما لا تعارضان أي إجراءات تنموية لصالح الشعب الإثيوبي، لكن كل ما تطلبه الدولتان هو التنسيق الثلاثي المشترك قبل المضي قدما في أي إجراءات لتشغيل السد.
«جدول زمني متفق عليه قانونيا وفنيا للملء والتشغيل والتشارك حول بيانات سد النهضة».. هذا كل ما تريده مصر والسودان وكان محور المباحثات المشتركة بينهما لضمان الحقوق العادلة لشعوب الدول الثلاث في مياه النيل.
لا زال الجدول الزمني لملء سد النهضة الأزمة الكبرى، ويتعقد الموقف بعد تجمد المباحثات بشأن سد النهضة، بينما يتجاهل النظام الإثيوبي الحالي مطالب دولتي المصب وسط غياب أي سبيل لمباحثات مرتقبة.. وحتى الآن لم يصدر تعليق رسمي من مصر والسودان بخصوص الملء الرابع لسد النهضة بينما تمضي إثيوبيا في إجراءات الملء.. فهل تستطيع الدول الثلاث الوصول إلى اتفاق حال استعادة المفاوضات المجمدة.