حالة من السيولة السياسية يعيشها السودان منذ أبريل 2019، مع إزاحة الرئيس عمر البشير عن الحكم، إذ لم تهدأ التظاهرات في الشارع، ولم تتوقف المطالبات الفئوية والشعبية، وتغيرت الحكومات مع اضطرابات واستخدام المعدات العسكرية وقطع الطرق في بعض جنبات بلاد الذهب، حتى أن توقيع الاتفاق الإطاري بين الجيش والقوات المدنية في عام 2022 لم يساعد على تهدئة الأمور وتسارعت الأحداث بشكل غريب اشتبكت قوات الجيش والدعم السريع في مناطق عدة بالعاصمة الخرطوم وبعض الولايات مستخدمين المعدات العسكرية الثقيلة والدبابات مع إعلان المخابرات السوادنية قوات الدعم السريع قوة متمردة.. ماذا يحدث في السودان؟
استيقظ الآلاف من سكان السودان على أصوات المعدات العسكرية تلقي حممها على بعض أحيائهم واستهداف واسع للمعسكرات وحالة من الكر والفر بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش، في وقت دقيق تمر به البلاد، حيث لم تشفع الأيام المقدسة والأيام الأخيرة لشهر رمضان للمتنافسين في السيطرة على الأمر.
ولكي نعرف تطورات الأحداث يجب أن نعرف كيف دارت رحى المواجهات العسكرية وكيف اقترب البنزين من النار لتشتعل الأمور في بلاد الذهب.
كانت البداية مع تحركات عسكرية مفاجئة لقوات الدعم السريع بعيدا عن تمركزاتها والدفع بنحو 100 آلية عسكرية بالقرب من القاعدة الجوية العسكرية بمنطقة مروى، الأربعاء الماضي.
حيث تسبب تحركات قوات الدعم السريع فى اندلاع الخلافات بين القوتين العسكريتين حيث وصف الجيش هذا التحرك بغير القانوني، مشددا على وجوب انسحاب تلك القوات وهو ما لم يحصل.
وتسارعت الأحداث بين القوتين العسكريتين في السوادن، ليستيقظ مواطني السوادن على أصوات الرماية والعمليات العسكرية والبيانات المتبادلة ببينهما.
وأفاد مراسل قناة “العربية”، أن التوتر الأمني بدأ بسماع أصوات الرماية بالمعدات العسكرية، بالقرب من مقر قوات الدعم السريع بمحيط المدينة الرياضية جنوب الخرطوم، ثم دارت عجلة التوترات في أنحاء العاصمة وانتقلت التوترات لاحقا لشمال الخرطوم ووسطها، مع انتشار عسكري غير مسبوق بمحيط القصر الرئاسي ومطار الخرطوم.
وذكر أيضا أن الاشتباكات امتدت لجسر النيل الأبيض الذي يصل بين الخرطوم وولاية أم درمان، مع انتشار عناصر الجيش والأمن بشكل مكثف بالشوارع، والدفع بمدرعات ودبابات.
وأشار إلى أن المواجهات العسكرية اندلعت بمحيط وداخل قاعدة مروي الجوية في الولاية الشمالية للبلاد، حيث استخدمت المعدات العسكرية الثقيلة، وسط حالة من الخوف والقلق بين سكان المنطقة، حيث تصاعد أعمدة الدخان من داخل القاعدة العسكرية التي أشعلت خلافاً خطيراً منذ أيام بين أكبر قوتين عسكريتين في البلاد.
ومع هذه التطورات الخطيرة، أصدرت قوات الدعم السريع بيان اتهمت فيه قوات الجيش بمداهمة مقر لها في منطقة سوبا بالخرطوم، واصفة هذا العمل بالجبان، مشيرة إلى أنها تواصلت مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة ممثلة بمالك عقار ومني اركو مناوي وجبريل ابراهيم وأطلعتهم على هذا الاعتداء.
فيما رد الجيش السوداني في بيان له عبر المخابرات السودانية، مؤكدًا أن قوات الدعم السريع باتت قوة متمردة.
ومع استمرار المواجهات العسكرية، في أنحاء السوادن، أعلنت قوات الدعم السريع السطيرة على القاعدة الجوية في منطقة مروي شمال البلاد، والسيطرة على القصر الرئاسي ومقر رئيس المجلس الرئاسي عبدالفتاح البرهان ومطار الخرطوم.
في الوقت ذاته نفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على القصر الرئاسي، لتكون هناك مواجهة على مستوى البيانات العسكرية مثلما هناك مواجهة على الأرض.
في الوقت ذاته أصدرت عدد من السفارات والقوى المدنية بالسودان دعوات لوقف فوري للعمليات العسكرية التي تهدد كل جهود المصالحة.