تتسارع وتيرة الأحداث الميدانية في السودان في اليوم الثاني من الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، هلع وخوف يعم الأرجاء، مع تصاعد لأعمدة الدخان من داخل قاعدة مروي الجوية، أجواء حرب حقيقة تعيشها أهل السوارين، الأوضاع انقلبت رأسا على عقب في العاصمة السودانية الخرطوم، إلى آخر تطورات الأحداث في السودان.
تجددت الاشتباكات المسلحة بين طرفي المكون العسكري في السودان، اليوم (الأحد)، حيث أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السيطرة والاستيلاء على قواعد ومقرات لقوات الدعم السريع، التي تحدثت عن تعرضها لهجوم من طيران أجنبي
وتدخل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع يومها الثاني وسط تتسارع التطورات الميدانية، حيث أعلنت قوات التدخل السريع إسقاط طائرة عسكرية من طراز “سوخوي”، كما أعلنت في بيان لها إن تم السيطرة على برج القوات البحرية بالقيادة العامة.
بينما نفي الجيش السوداني ما تردد من أنباء عن سيطرة قوات التدخل السريع على لمقر القيادة العامة، مضيفا أن الجيش يسيطر تماما على الموقف العام للعمليات وعلى مقر القيادة العامة، مؤكداً عدم سيطرة قوات الدعم السريع على مقر التلفزيون الرسمي.
وأوضح الجيش السوداني اليوم في بيان له، أنه تم السيطرة على جميع مقرات قوات الدعم السريع بأم درمان، بكامل عتادها وأسلحتها التي تركتها تلك القوات وراءها عند هروبهم من المقرات، مشيرا إلى أنه تمت السيطرة علي أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في كرري والاستيلاء على جميع آلياتها وأسلحتها.
إلى ذلك أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، أن مقراتها في بورتسودان تتعرض لغارات شنتها مقاتلات أجنبية او طيران مجهول، حسب قولها، وذلك خلال اليوم الثاني من المواجهات المسلحة في مواجهة قوات الجيش السوداني.
لكن القوات الجوية في الجيش السوداني، سبق وأعلنت أنها تنفذ طلعات جوية مكثفة.. وطلبت من المواطنين، البقاء في المنازل فيما تجري مسحا جويا كاملا لمواقع قوات الدعم السريع، وسط تقارير عن قيام الجيش السودان بشن غارات جوية على بعض مواقع قوات الدعم السريع.
فيما أعرب مجلس الأمن عن قلقه العميق تجاه الاشتباكات العسكرية الأخيرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، كما أعرب عن أسفه للخسائر في الأرواح والجرحى.
كما حث مجلس الأمن جميع الأطراف الوقف الفوري للأعمال القتالية، ودعوا جميع الأطراف إلى العودة إلى الحوار لحل الأزمة الحالية في السودان، كما شدد المجلس أهمية الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة هناك.
وفي المقابل دعت كلا من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية إلى عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية، وذلك لمناقشة الوضع في السودان.
وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أنه يجب وقف إطلاق النار والتراجع عن هذا التصعيد، لأن استمرار الاشتباكات يهدد استقرار وأمن السودان.
ومن جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن بلاده والسعودية والإمارات العربية، قد أتقفو على أنه من الضروري أن تنهي أطراف النزاع في السودان الأعمال القتالية على الفور وبدون أي شروط.
وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية، إن 56 مدنيا قد لقوا حتفهم وأصيب 595 آخرين نتيجة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي عصفت بالسودان.
كما أوضحت لجنة أطباء السودان، أنه يوجد بعض حالات الإصابة بين المدنيين لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات والمرافق الصحية نتيجة واعتراض القوات النظامية لعربات الإسعاف والمسعفين.
كانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت بين الجيش السوداني من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة ثانية في الخرطوم ومدن أخرى، استعملت خلالها أسلحة خفيفة وثقيلة، فيما زعم كل طرف سيطرته على مطار العاصمة والقصر الرئاسي ومنشآت عسكرية في الخرطوم.
ويبقى السؤال إلى متى ستستمر هذه الاشتباكات.. وهل ستصل الأمور إلى تدخل قوى اقليمية او دولية على الأرض لحسم الأمور وفض الاشتباك؟