قرر مجموعة من الفتيات التقدم بأوراقهن للتطوع لتأدية الخدمة العسكرية ضمن صفوف القوات المسلحة المصرية، في واقعة تُعد الأولى من نوعها.
كانت البداية بنشر الناشطة جهاد الكومي، مؤسسة حملة مجندة مصرية صورة لها برفقة عدد من الفتيات عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وعلقت عليها قائلة: «النهاردة رحت أنا وبنات زملائي ممثلات عن حملة مجندة مصرية نقدم أوراقنا للتطوع في الجيش المصري… من أول ما دخلنا والناس مستغربانا جدا ويقولوا لنا ممنوع! المكان دا للشباب بس».
وأضافت «الكومي»: «العقيد هناك استقبلنا بشكل محترم جدا واتكلم معانا وقدمنا له الطلب… قولنا له إن دا نابع من حبنا لبلدنا وإننا كمان عايزين نشارك وإن كلنا معاكو واحنا عارفين كويس جدا إن جيشنا قادر علي تخطي أي صعب واي تحديات ودا مش تقليل منه أبدا بالعكس لأن وقت الحرب الشعب كله جيش… وأننا جاهزين ف اي وقت للاستدعاء وجاهزين للشهادة».
وبالرغم من أن تلك هي الخطوة الأجرأ إلا أنها سبقتها خطوات عدة بدأت من تدشين حملة «مجندة مصرية»، وتبعتها بعض الخطوات.
ويستعرض «لقطات» في التقرير التالي أبرز المعلومات والمحطات في تاريخ حملة «مجندة مصرية»:
بداية الحملة
بدأت القصة في العام 2015، وتحديدًا في شهر يناير، عندما أعلنت جهاد الكومي تدشين حملة باسم «مجندة مصرية»، تطالب بالتجنيد الاختياري للفتيات حاملات الشهادات الجامعية، وإنشاء كليات عسكرية تقتصر عليهن لتدريبهن على القتال، وتأهيلهن لحالات الحرب والطوارئ، مثلما هو الحال في 48 دولة منها خمس دول عربية، حيث قامت بتوثيق الحملة في الشهر العقاري كرد فعل على تهرب بعض الشبان من التجنيد.
وقالت جهاد الكومي خلال لقائها مع الفنانة هالة فاخر إن القصة بدأت بفكرة بينها وبين أصدقائها ولاقت الفكرة رواجًا كبيرًا على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
ومن جانبها قالت الناشطة فرحانة الرشيدي، مسؤول محافظة الجيزة في حملة «مجندة مصرية»: «الجروب الخاص بنا على موقع التواصل فيسبوك وصل إلى 17 ألف عضو بين شاب وفتاة مستعدون للتجنيد في القوات المسلحة».
لقاء رسمي
قالت جهاد الكومي خلال لقائها مع الفنانة هالة فاخر التقت المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء آنذاك، ووزير الداخلية ومندوب من وزارة الدفاع.
وأضافت «الكومي»: إنها اجتمعت مع الوزراء من أجل تقديم مقترح بتجنيد البنت المصرية، مشيرة إلى أن وزير الداخلية رحب بالمقترح ورئيس الوزراء أكد أن المرأة المصرية قادرة على إثبات كفاءتها والتاريخ يشهد على ذلك وسوف يدرسون المقترح.
جدل ديني
بعد الإعلان عند تدشين الحملة، تسببت في إثارة حالة من الجدل، حيث قالت الدكتورة آمنة نصير، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، إن الحملة «هدفها نبيل وتقدم رسالة قوية للرجال الخونة الذين يتقاعسون في الدفاع عن الوطن، لأي سبب كان».
وأشارت إلى أن دعوة هذه الحملة النسائية تستحق التقدير والاحترام والدرس، خاصة أن التاريخ الإسلامي يؤكد أن النساء من الصحابيات كن يساعدن المجاهدين في الحروب والغزوات.
ومن جانبه، قالت الدكتورة مهجة غالب، عميدة كلية الدراسات في جامعة الأزهر، أن يكون هذا التجنيد للضرورة وبشكل موقت عند الأزمات الكبرى، وأن يكون في وجود محرم إذا تطلب الأمر غيابها لأكثر من يوم خارج منزلها.
انضمام نجوم الفن والمشاهير
بعد فترة من تدشينها، تنضم عدد من أبطال حرب أكتوبر 1973، ورجال عملية المدمرة إيلات وفنانين، إلى حملة «مجندة مصرية» المطالبة بتجنيد الفتيات.
وأشارت جهاد الكومي مؤسسة الحملة إلى انضمام الكثير من الفنانين ومنهم الفنانة ياسمين جمال والفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح، الذي أبدى تأييده للحملة وقال «المجندة مش شرط تمسك السلاح وتروح تحارب على الحدود وأهداف الحملة جيدة جدا وياريت لو تتحقق».