كأنها جنت على نفسها “براكش”، الحكومة الأمريكية تنقلب على نفسها، وجو بايدن ووزير خارجيته يواجهون ثمن ما اقترفوه في الشرق الأوسط من دعم حصار واستهداف الأبرياء.
رفض للأوامر واعتراضات تؤرق الرئيس الأمريكي وتضعه في موقف محرج أمام العالم، ومحاولات غير مثمرة لتهدئة الأوضاع داخل الولايات المتحدة الأمريكية، اختلاف كبير وتخبط داخل السلك الدبلوماسي الأمريكي .. فما القصة؟
الولايات المتحدة الأمريكي تواجه نتائج دعمها ومباركتها لاستهداف الأبرياء بالشرق الأوسط، حيث أفادت تقارير إعلامية عن حالات من الاستياء داخل وزارة الخارجية الأمريكية، وأعلن جوش بول مدير مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية استقالته من الخارجية الأمريكية احتجاجا على نهج إدارة بايدن في التعامل مع الأزمة القائمة الآن على الجهة المقابلة لسيناء.
وأوضح جوش خلال منشور على موقع لينكد إن أن استقالته جاءت بسبب الخلاف حول السياسة المتعلقة بمساعدة الولايات المتحدة الكبيرة وتدخله بشكل غير لائق بالولايات المتحدة الأمريكية بأزمة الشرق الأوسط التي تشغل العالم كله الآن على الجانب الآخر من الحدود المصرية.
وبحسب موقع “هافينغتون بوست” فإن موظفي وزارة الخارجية مستاؤون من السياسة الأميركية حيال المواجهة في الشرق الأوسط، حيث تحدث أحدهم للموقع عن “عصيان” يجري التخطيط له في الوزارة، ونقلت بعض وسائل الإعلام قول بعض موظفي الخارجية الأمريكية، إنهم يشعرون كما لو أن بلينكن وفريقه غير مهتمين بنصيحة خبرائهم بينما يركزون على دعم العملية العسكرية الموسعة فى الشرق الأوسط، وقال أحد المسؤولين بالخارجية الأمريكية: “هناك رفض للأوامر يٌختمر داخل الخارجية على عدة مستويات”.
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع بالوزارة وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رسالة إلى جميع موظفي وزارته أشار فيها إلى الظروف الصعبة التي تؤثر على السلك الدبلوماسي الأميركي الذي يشعر بعض المنتمين إليه بموجات من القلق التي تولدها الأزمة، وقال لموظفي الوزارة “أعلم أنه بالنسبة للكثيرين منكم لم يكن الأمر هذه المرة تحديا على المستوى المهني فحسب، بل على المستوى الشخصي”.
كما أكد خلال رسالته أن الولايات المتحدة الأمريكية حزينة على خسارة كل حياة بريئة في هذه الأزمة. مشيرا أن الرئيس بايدن أوضح أنه بينما ندعم بالكامل حق الدولة صاحبة الأزمة في الدفاع عن نفسها، فإن كيفية القيام بذلك مهم، مؤكدا على ضرورة احترام المعايير الإنسانية الدولية.
وطالب بلينكن من موظفي وزارة خارجيته التأكد من الحفاظ على مساحة النقاش والمعارضة التي تجعل المؤسسة بوضع أفضل، وحذر في ذات الوقت من صعوبة تلك المرحلة وخطر حدوث المزيد من والأزمات.
ولم تكتف الإدارة الامريكية بالمباركة والتضامن مع الانحياز إلى طرف في مواجهة منطقة الشرق الأوسط بل أرسلت دعما عسكريا، وطلب بايدن، بعد ذلك، من الكونغرس الموافقة على مساعدات مالية بقيمة 14 مليار دولار دعما من جانبها لأحد أطراف الأزمة وهو ما أثار على ما يبدو حفيظة وحالة إحباط موظفي وزارة الخارجية الأمريكية ومحاولة رفضهم لتلك السياسة التي تؤثر بالسلب على التواجد الدبلوماسي للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط ودول العالم، وتكسر كل القيم التي تدافع عنها في المحافل الدولية.. فهل يفقد بايدن وزارة الخارجية بعد أن تسببت سذاجة البيت الأبيض في الكشف عن أهم جنوده ما تسبب في تسريب صورهم حول العالم؟