أصوات الخراب تعم البلاد شيئًا فشيء والعالم يصبح أكثر خطورة عن ذي قبل.. ورائحة النزاع العالمي تشتد.. ففي الوقت الذي دخلت فيه الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الثامن، أصبحت الصين أكثر “عدوانية” تجاه تايوان، مع التدريبات العسكرية الكبيرة الأخيرة حول الجزيرة، وعبور الطائرات المقاتلة بشكل منتظم للخط الأوسط الذي يقسم مضيق تايوان، لذا فإن الدروس التي يتعلمها الحزب الشيوعي الصيني من اجتياح موسكو لأوكرانيا ستفيد صنع القرار في بكين بشأن تايوان.
وفي تطور مقلق للأحداث قال الرئيس الصيني، شي جين بينج، اليوم الأحد 16 أكتوبر، إن حل قضية تايوان يعود إلى الشعب الصيني، وإن الصين لن تتخلى عن حق استخدام القوة ضد الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ.
جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس الصيني مؤتمر الحزب الشيوعي، الذي يعقد مرة كل خمس سنوات في بكين، وقال إن الصين ستسرع في بناء جيش على مستوى عالمي، وتعزز قدرتها على بناء قدرة ردع استراتيجية.
وفي السياق نفسه، قال متحدث باسم الحزب الشيوعي الصيني، إن الصين تحتفظ بالحق في استخدام القوة ضد تايوان كملاذ أخير في ظروف قاهرة.
وكانت رئيسة تايوان تساي إينج، وقبل أسبوع من افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، قد قالت إن المواجهة المسلحة بين تايوان والصين ليست خياراً على الإطلاق، وتعهدت في الوقت نفسه بتعزيز دفاعات الجزيرة، وكررت استعدادها لإجراء محادثات مع بكين.. ولكن السؤال هنا لماذا لاتتفق الصين مع رئيسة تايوان الحالية؟
تصف الصين إينج، التي أُعيد انتخابها بأغلبية ساحقة في عام 2020 على وعد بالوقوف في وجه بكين، بأنها انفصالية وترفض التحدث إليها.
وكانت إينج قد جعلت تعزيز دفاعات تايوان حجر الزاوية في إدارتها، لتمكينها من حيازة وسائل أقوى في مواجهة الصين، التي تكثف برنامج تحديث طموحاً لجيشها، وقالت إن تايوان ستُظهر للعالم أنها تتحمل مسؤولية الدفاع عن نفسها.
كما تزيد تايوان من إنتاج الصواريخ دقيقة التوجيه والسفن البحرية عالية الأداء، وتعمل على اقتناء عتاد عسكري صغير وسريع الحركة، وهذا كله بدوره أن يضمن استعداد تايوان التام للرد على التهديدات العسكرية الخارجية.
كل هذا أثار القلق لكل دول العالم خاصة بعد الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية والذي أثر سلبًا على كل دول العالم، ولكن أكثر القلقين كانت الولايات المتحدة وذلك بسبب تركيز صناعة الرقائق الإلكترونية في تايوان.
وانطلاقًا من هذه النقطة قالت إينج: “أريد أن أؤكد على وجه التحديد نقطة واحدة للمواطنين وللمجتمع الدولي، وهي أن قطاع أشباه الموصلات في تايوان ليس في خطر”.
“وسنواصل الحفاظ على مزايا تايوان وقدرتها في عمليات تصنيع أشباه الموصلات الرائدة، وسنساعد في إعادة الهيكلة لسلسلة توريد أشباه الموصلات على مستوى العالم، بما يمنح شركات أشباه الموصلات (التايوانية) دوراً عالمياً أكثر أهمية”.
إلى هنا تكون قد انتهت تغطيتنا الإخبارية، شاركونا بآرائكم عن وجود احتمالية غزو جديد يلوح في الأفق.. فهل نسقط في دوامة مزاع عالمي ثالث؟