كائن بحري غريب وغامض، صُعق علماء البحريات والغواصين عند العثور عليه، واحتار العلماء في شكله حين رأوه، مخلوق بحري مخيف بعيون منتفخة وابتسامة غريبة، يخرج عليما من أعماق البحار قبالة السواحل الأسترالية، ما هو ذلك الكائن العجيب؟ ولماذا خرج علينا الآن تحديدا؟ وما هو سر اكتشافه الغامض؟
تبدأ القصة مع صياد أعماق البحار ترابمان بيرماجوي، عندما كان في رحلة صيد قبالة السواحل الأسترالية، خلال رحلته استطاع انتشال سمكة من الأعماق وتحديدا بمعمق 650 متر تحت سطح البحر، ليشارك الصورة بعدها على فيسبوك ويكتب عليها «وجه قرش الأعماق الصلب، من على عمق 650مترا تحت البحر».
أثارت الصورة دهشة الصيادين الآخرين الذين لم يروا مثل هذه السمكة في حياتهم قط، وانتقلت الدهشة والصدمة إلى المجتمع العلمي.
أظهرت الصورة قرشا ذا جلد خشن يشبه ورق الصنفرة، ووجه مدبب كبير الحجم، وعيونه جاحظة منتفخة تحتها ابتسامة بشرية غامضة، وفم أبيض لؤلؤي.
وبعدما انتهت موجة الرعب التي سادت بسبب تلك الصورة الغريبة، عم الفضول العلماء الذين رغبوا في معرفة أصل هذا الكائن ومحاولة إدراجه تحت أي سلالة معروفة من سلالات أسماك القرش.
فمع ادعاء صياد السمكة الأصلية أنها سمكة قرش خشنة الجلد، وتعرف أيضا على أنها نوع من أنواع كلاب البحر الذي يعيش في أعماق البحار، بدأ بعض العلماء بالتشكيك في نظريته المطروحة.
بدأت تخمينات الخبراء في التتابع، أولها كان أن السمكة من نوع «قرش قالب الكعكة»، وهو قرش ذا أسنان مدببة في الأمام ويتميز بعلامات العض المميزة التي يتركها على الأسماك التي تفوقه حجما.
تخمينات أخرى ادعت أن السمكة ما هي إلا سمكة قرش العفريت، وهو نوع نادر جدا من قروش أعماق البحار، ويمتلك مظهرا مميزا بلون وردي وخطم مسطح طويل.
كما ادعى البعض أنه نوع غريب متطور من أسماك القش الفانوسية، ولكن سرعان ما شكك الكثير في تلك النظرية نظرا للفروقات الكبيرة بين النوعين.
ويرجع التخمين الأدق إلى عالمة المصايد والمتخصصة في دراسة أسماك القرش «بريت فينشي»، والتي أكدت أنها سمكة قرش من نوع «جولبر»، ولكن من غير الواضح بالضبط إلى أي نوع من تلك الفصيلة تنتمي بالضبط هذه المجموعة.
وحذرت من الاستمرار في اصطياد تلك الأسماك النادرة، حيث أنه في الماضي كانت أسماك الجوبلر هدفا للصيادين للحصول على زيت كبدها، على الرغم من أن معظم أسماك قرش الجولبر حساسة للغاية، وسيتسبب الصيد المفرط بانقراضها وهي الآن مهددة بشكل كبير بالانقراض.
في النهاية، يبدو أن علماء البحريات وخبراء أسماك القرش لم يتفقوا على نوع محدد لتلك السمكة وهو ما يزيد الغموض الذي يحيط بها أكثر فأكثر.