مشاهد مدينة درنة الليبية تتحقق من جديد ولكن هذه المرة في مصر، أمطار رعدية تتحول إلى سيول جارفة لا تبقي ولا تذر، المياه تجرف الحجر والبشر ولا أحد يقدر على السيطرة على الأمر.
المصريون يواجهون مصيرا مجهولا، البنايات تغرق، والمواطنون عالقون في بيوتهم ينتظرون من يدفع عنهم النهاية المحتومة.. فماذا يحدث بمصر، وهل تتعرض محافظات مصر للغرق جراء السيول؟
تقلبات شديدة بحالة الطقس بمصر واضطرابات جوية قوية تشهدها مدن محافظة مرسى مطروح غرب مصر، والتي هطلت عليها أمطار غزيرة وصلت حد السيول وغزت مناطق واسعة وحولتها إلى برك مائية خاصة في وادي الرمل والخروبة والقصر غرب مرسى مطروح.
وبحسب فيديوهات تداولها قاطني محافظة مطروح على مواقع التواصل الاجتماعي، غمرت المياه الشوارع بعد سيول شديدة ضربت الوديان القريبة خاصة مدينة القصر غربي مرسى مطروح، مطالبين بتوخي الحذر مؤكدين أن السيول بعضها دخل البيوت، وانتشرت أنباء عن غرق منطقة مدافن مطروح، فيما قام المواطنين لإغاثة المتضررين من السيول، وانقاذهم.
فيما وجه اللواء خالد شعيب محافظ مطروح مجالس المدن والحماية المدنية، وشركة مياه الشرب والصرف الصحي بسرعة التحرك لرفع تجمعات لمياه الأمطار خاصة بالطريق الدولي الساحلي مطروح إسكندرية ومطروح السلوم.
ونشرت الصفحة الرسمية لمرسى مطروح، بيانا، قال فيه عمرو عبد المجيد رئيس مدينة مرسي مطروح، إنه جرى التحرك بشكل عاجل، والدفع بمعدات مجلس المدينة في منطقة الكيلو 4 لرفع كفاءة السدود وزيادة السواتر الترابية للمياه المنحدرة من وادي تويويع نتيجة شدة الأمطار والسيول للحد من خطورة المياه علي منازل المواطنين.
وبجانب تحركات محافظة مطروح للتصدي والتخفيف من أثار الأزمة، قام بعض المواطنين على الفر بالتوجه لمناطق السيول لفتح مجرى للسيول بعيدا عن بيوت الأهالي بتلك المناطق.
وتحاول السلطات المصرية السيطرة على الوضع وتوفير مجاري للسيول التي ضرب مناطق بمحافظة مطروح بعيدا عن المناطق السكنية، حتى لا تتكرر فاجعة مدينة درنة الليبية، والتي ضربتها السيول منه ما يقارب من شهر، حيث تعرضت مناطق شرق ليبيا للعاصفة دانيال والأتية من اليونان، وفي الساعات الأولى من الليل شهدت المدينة هطول أمطار رعدية وسيول كثيفة، إلى أن دقت ساعتهم الصفرية لتعلن عن نازلة أرقت مضاجع الإنسانية، حيث تعرض سدي شيدا بمدينة درنة للانهيار أمام الكم الهائل من مياه الأمطار، مما تسبب فى إعصار لم تشهده ليبيا من قبل، حيث تدفقت المياه على المواطنين على حين غفلة منهم لتغرقهم وهم نيام، فيما حاول أخرون التمسك بالأساس الخشبي بالمنازل لينقذوا أرواحهم من مصير محتوم.
مشاهد صعبة شهدها مواطني مدينة درنة خلال ساعات الإعصار، حيث عجزت فرق الإنقاذ عن الوصول إلى معظم العالقين بسبب غرق المدينة كلها تحتها ملايين المترات المكعبة من المياه بالإضافة إلى البحر الذي ابتلع أجزاء من المدينة وعدد من الضحايا.
عشرات الآلاف من الراحلين خلفهم الإعصار وآلاف النازحين ممن فقدوا ذويهم ومنازلهم، خلال تلك النازلة بالدولة الحدودية مع مصر، وأرسلت مصر فرق إغاثة ومعونات مختلفة إلى ليبيا، لمساعدة المتضررين من الاعصار، فهل تواجه محافظ مطروح وقراها ذات المصير التي واجهته درنة الليبية؟