يبدو أن ذائقته الكوميدية قد خانته، وأنه لم يحسب خطواته جيدًا.. إذا حاول أن يكون فكاهي في موقف لا يحمل معه إلا الخراب والدمار، وما حدث بتركيا ليس ببعيد.. نعم كذبة أبريل موقف كوميدي يتكرر منذ سنوات عدة ويمر مرور الكرام.. ولكن أن تتعلق الكذب بزلزال يفني ولا يذر وتصدر من عالم زلازل في وقت مازالت تتراقص أشباح الدمار أمام أعيننا ليس خيار جيد بالتأكيد.. وحالة من حالة من القلق والخوف والرغبة في الهروب هي المشاعر الوحيدة التي ستتولد وليس أي حس فكاهي.. ماهي قصة القمع الضخم الذي سيبتلع مياه بحر إيجه مع العالم اليوناني؟
تسبب عالم زلازل يوناني شهير يدعى أكيس تسيلينتيس، يعمل مدير المعهد اليوناني للجيوديناميكا والتسونامي، في حالة من القلق والخوف لدى الملايين في اليونان وتركيا، بعد حديثه عن حادث غريب وقمع ضخم يبتلع مياه بحر إيجه، في وقت مازالت فيه أشباح الزلزال المدمر بتركيا تتراقص أمام أعين المتابعين للأرض غير المستقرة التي لم تتوقف عن الاهتزاز منذ السادس من فبراير الماضي.
و خضع العالم اليوناني للتحقيق بعد أن أطلق في الأول من الشهر الحالى ما يعرف بـ “كذبة أبريل”، والتي جاء مفادها أن “قمعا” ضخما سيفتح من أسفل جزيرة سانتوريني البركانية، والتي تعد أهم المعالم السياحية باليونان.
ومع الانتقادات الكبيرة التي وجدها عالم الزلازل حول مزحته التي تسببت في أزمة كبيرة، نشر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي صورة له تشبه الصور التى تلتقطها الشرطة للموقوفين حيث ظهر حاملًا ورقة مكتوب عليها “مذنب بسبب مزحة كذبة أبريل”.
في الوقت ذاته أمر المدعٍ العام، بإجراء تحقيق أولي مع عالم الزلازل لتحديد ما إذا كان منشوره في الأول من أبريل يُصنّف ترويجاً لأخبار كاذبة.
وكان العالم اليونانى تحدث في تغريدة له أن الوضع ليس جيدا في جزيرة سانتوريني البركانية، حيث تسجّل الصهارة تناقص تدريجي تحت البركان، لافتًا إلى أنه هناك ثمة احتمال كبير، لكون الصهارة تتحرك نحو بركان خيالي، وبالتالى سيحدث فراغ على شكل قمع يبتلع مياه بحر إيجه.
وتم إعادة تشكيل تضاريس جزيرة سانتوريني، بعد ثوران ثوران بركاني ضخم في نهاية القرن السابع عشر قبل الميلاد، ولا تزال إلى اليوم تشهد نشاطا حراريًا أرضيًا عاليًا تصحبه هزات زلزالية.
وجاءت تصريحات عالم الزلازل اليونانى فى وقت بالغ الدقة إذ توقع العالم الهولندي حدوث هزات أرضية ضخمة فى الأسبوع الأول من أبريل.
وكان العالم الهولندي، حدد موعدًا محددًا هو الأكثر حرجا خلال الأسبوع الأول من أبريل في الفترة من 4 إلى 6 أبريل، مؤكدًا أنها الأكثر حرجا في الأسبوع الأول من أبريل، حيث يكتمل القمر بالتزامن مع تلك الاقترانات، حيث يحاول الترويج إلى نظريته التي تربط بين اصطفاف الكواكب ودورها في حدوث الهزات الزلزالية على الأرض، على الرغم من تأكيد علماء الزلازل أنه لا يمكن توقع موعد أو مكان الزلازل وأن حدوثها غير مرتبط بأي ظواهر فلكية.