تحركات سريعة لمحاولة إنهاء العميلة العسكرية بالنيجر ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم، عن طريق بيانات رسمية من ناحية، وتهديدات بالتدخل العسكري من جهة أخرى، ومهلة أخيرة قد تصبح هي ساعة الصفر لبدء مواجهة عسكرية قد تعصف بدول غرب إفريقيا، وتنتقل إلى العالم لتكتب نهايته كما نعرفها؟.. ماذا يحدث في النيجر؟
عاد شبح التحركات العسكرية ضد السلطة المنتخبة يضرب القارة السمراء من جديد، بعد سكون طويل، فخلال عامين فقط وقعت ست تحركات عسكرية داخل القارة بالإضافة إلى التحرك الأخير على الرئيس “بازوم”، في النيجير والذي يعد الأول منذ عام 2010.
نحو 13 عاما، قضتها النيجر في استقرار سياسي، حتى جاءت اللحظة التي تمت فيها إزاحة بازوم
عن كرسيه حيث يرفض العسكريين الوجود الفرنسي بالنيجر، فوفق تصوراتهم يرون أن باريس تأكل خيرات بلادهم في حين يعيش شعب النيجر في وضع اقتصادى يرثى له، بالإضافة إلى عدم الاستقرار الأمني، ووسط رفض كل محاولات التدخل لحل الأزمة لم يجد المجلس العسكرى خيارا آخر سوى دعم التحركات العسكرية لقادة الحرس الرئاسي في محاولة لانقاذ البلاد من نفق مظلم ربما كانت نهايته مصير مآسوي محتوم.
ورغم القبول الشعبي الذي عبر عن رغبة صادقة في التخلص من هيمنة فرنسا ودعم التحركات العسكرية للجيش إلا أن المجتمع الدولي واجه تلك التحركات العسكرية بالرفض وعدم الاعتراف برئيس غير الرئيس المنتخب محمد بازوم.
فعلى الصعيد الاقليمي أعلن الاتحاد الافريقي رفضه لتحرك الجيش في النيجر مطالبا قادة الجيش بالتراجع وأعطاهم مهلة أسبوعين فيما أعطت المجموعة الاقنصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” مهلة لمدة أسبوع لعودة الأوضاع إلى شكلها الطبيعي، مطالبة بالافراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم ملوحة بالتدخل العسكري في النيجر لإعادة الأمور إلى نصابها.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي كان الموقف مماثلا لنظيره الإفريقي حيث أدان بشدة تحركات الجيش في النيجر، وطالب بوقف فوري لتلك التحركات، كما أنه وجه بوقف كافة أنواع الدعم المالي للنيجر وكذلك التعاون العسكري وطالب بعودة الرئيس بازوم للحكم كونه الرئيس المنتخب و الشرعي للبلاد، وفي الوقت ذاته أعلنت كلا من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية عن موقف مشابه بالرفض لتحركات الجيش، وسط تقارير إعلامية عن تهديد باريس بالتدخل العسكري، فيما تصر فرنسا على رفض تلك التقارير.
وبالنسبة لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، كان لها موقف أكثر حزما، حيث أمهلت الجيش في النيجر، 7 أيام فقط من أجل عودة الرئيس بازوم إلى منصبه مرة أخرى، أو سيتم التدخل عسكريا من أجل إعادته بالقوة العسكرية للتحالف المكون من 15 دولة، والذي بدأ تحركاته ضد الجيش في النيجر بالإغلاق الفوري للحدود وحظر فوري للطيران، وكذلك بدأت نيجيريا في وقف إمداد النيجر بالكهرباء.
ولكن ما زاد الأمور خطورة إعلان دولتي مالي وبوركينا فاسو، بيان مشترك، أن أي محاولة عسكرية للتدخل في النيجر ستكون تدخل عسكري عليهما ليضع القارة الإفريقية بالكامل على شفا حفرة قد تؤدي إلى مواجهة عالمية ثالثة.
فيما بدأت دول العالم في إجلاء رعاياها خوفا من أي أزمة مفاجئة قد تصعب عمليات الإجلاء مثل الأوضاع في السودان، فيما أعلنت فرنسا رفض إجلاء عناصر الجيش الفرنسي في النيجر، حيث تقدر التقارير الصحفية عدد عناصر الجيش الفرنسي في البلد الإفريقي بنحو 1500 عنصر.. فهل تبدأ أحداث نهاية العالم من إفريقيا؟