المكان: أطهر بقاع الأرض..
الزمان: الساعة الثامنة وست دقائق بتوقيت السعودية..
الحدث: ظاهرة استدعت الخبراء إلى التوقف للدراسة والبحث وإيضاح المعلومة الصحيحة للمهتمين.
فما الذي سيحدث اليوم في السعودية؟
ظهور الأحدب فوق الكعبة.. باتت تلك العبارة الشغل الشاغل للسعوديين والخليجيين كافة بل للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وظل التساؤل القائم حتى اللحظة، «أي أحدب سيظهر فوق الكعبة؟»، و«هل من المنطق أن تكون البقاع المقدسة مجالا للحديث عن الخيالات؟».
برغم منطقية التساؤلات إلا أن الظهور المرتقب حدوثه خلال ساعات لا يتعلق بنبؤات عرافين أو قصص إثارة.. إذ أنه ليس من العقل أن يتم تناول المناطق المقدسة على نحو غير علمي.
ما الذي حدث إذن حتى يتم تناول الكعبة المشرفة بتلك الطريقة؟
ظهور الأحدب فوق الكعبة يتعلق بتعامد القمر وإشراقه وليس ما يتبادر إلى أذهان أولئك الذين تحفظوا على تناول البقاع المقدسة بتلك الطريقة ظنا منهم بأن تحليل الأمر يعود إلى إدعاءات أو خرافات.
شروق القمر في مكة يظهر من الأفق الشمالي الشرقي مع غروب الشمس. وهي الحقيقة العلمية التي تؤكدها الجمعية الفلكية في محافظة جدة السعودية.
لحظة التعامد التاريخي للقمر مع الكعبة المشرفة والمتوقع حدوثها بعد الساعة الثامنة مساء اليوم بتوقيت مكة. في مشهد يخطف أبصار الناظرين.
وتشير التقديرات العلمية إلى أن نسبة إضاءة القمر ستتجاوز الثمانية وتسعين في المائة وسيكون على مسافة تتجاوز ثلاثمائة وست وتسعين كيلومترا ونصف الكيلو متر.
خبراء الفلك يؤكدون أن القمر في هذه اللحظة المنتظرة بعد ساعات من الآن سيكون القمر مقترناً بعنقود نجوم الثريا، وتحيطه نجوم لامعة أما المريخ فسيكون أيضا في أوج لمعانه وسيكون الكوكب الأحمر قرب القمر على قبة السماء.
ظاهرة التعامد أو التسامت كنا يسميها البعض يعتبرها العلماء إحدى الطرق العلمية المعروفة لتأكيد دقة الحسابات لحركة الأجسام السماوية، ومنها القمر، وبتلك الطريقة يكون تحديد موقع القمر في دقة عالية جدا. بالإضافة إلى أن تلك الظاهرة الفلكية تفيد أيضا في معرفة اتجاه القبلة بطريقة سهلة من مناطق عديدة حول العالم.
ورغم تعامد القمر فوق الكعبة المشرفة، إلى أن التقديرات العلمية تشير إلى أن مواعيد تعامد القمر أو غيره من الأجرام السماوية تكون مطابقة الميل فيها لعرض الكعبة المشرفة أمرا في غاية الندرة.
أما الاستفادة من التعامد في تحديد اتجاه القبلة لا يكون لجميع المناطق القريبة من مكة، التي تشمل الطائف وجدة. وعقب التعامد يظل القمر مشاهداً في السماء طيلة ساعات الليل حتى يغرب في الأفق الشمالي الغربي مع شروق شمس الأربعاء. .
وتحرص السلطات المعنية في السعودية على عدم ترك مجالا للشكوك والتأويلات بشأن تلك الظواهر الطبيعية من خلال بث الرسائل التوعوية عبر الجمعية الفلكية بجدة أو الخبراء المختصين. وخصوصا حينما يتعلق الأمر بالبقاع المقدسة.