جسد الفنان أحمد السقا شخصية عزت حنفي امبراطور جزيرة النخيلة التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، لكن هربا من المسائلة قرر كُتاب السيناريو وضع جملة حوار على لسان خالد الصاوي (رجل الشرطة). عندما قال: “مش عايزين يطلعلنا عزت حنفي تاني”، لكن القصة تتماس بشكل رئيسي مع قصة عزت حنفي، إلا أن النهاية التي أوردها الفيلم ليست نهاية عزت حنفي.
وفي هذا التقرير نرصد لكم قصة عزت حنفي البطل الحقيقي لفيلم الجزيرة.
من هو عزت حنفي؟
من مواليد 1963، وهو تاجر أسلحة ومخدرات، وشكل مع شقيقه حمدان (نضال الشافعي) ما يشبه بعائلات المافيا، واستولوا على 280 فدان في جزيرة النخيلة التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة اسيوط بمصر، وزرعوا عشرات الأفدنة بالمخدرات، وبعد عملية اقتحام كبيرة شنتها الشرطة المصرية على الجزيرة تم القبض عليه في 1 مارس 2004 وتم إعدامه هو وشقيقه في 18 يونيو 2006.
ووفقا لما نشرته الصحف، بلغ عدد ضحايا عزت حنفي وجماعته قرابة 103 شخص، وهددوا صحفيين ونواب في البرلمان لو أقتربوا منهم.
في فبراير 2004، قُتل 5 أشخاص ف الجزيرة، فقررت الشرطة المصرية اقتحام الجزيرة بعد حصارها لمدة 7 أيام، وقد قامت العصابة بأحتجاز عدد من الرهائن، ولكن أقتحمت الشرطة الجزيرة في هجوم وفي 1 مارس 2004، تم الهجوم على الجزيرة، بأكثر من خمسين عربة مدرعة وستين زورق نهري وما يزيد على 3 آلاف جندي وضابط من القوات الخاصة.
رواية عزت حنفي
أثناء حصار الجزيرة تحدث عزت حنفي، بالهاتف المحمول لإحدى القنوات العربية، وقال في مداخلته، إن السلطات ترغب في التخلص منه على الرغم من أنه ساعدها من قبل خلال انتخابات مجلس الشعب، موضحا إنه ساعد السلطات في حربها ضد الإرهاب خلال التسعينات التي شهدت نشاطا كبيرا للجماعات الإسلامية في أسيوط والصعيد بشكل عام، وأكد أنه قام بقتل أعداد كبيرة من الإرهابيين بناء على تكليفات من السلطات الأمنية، بل قال إنه حصل على أسلحة من الشرطة لإتمام هذه المهام.
وهو ما أكد عليه عزت في لقاء تلفزيوني في المستشفى الذي يُعالج به على التلفزيون المصري، وظل يردد للمذيعة أقوال مثل: “إنتي مش عارفة حاجة، دي حاجات كبيرة”.
رواية الرهائن
قال الرهائن المحتجزين لدي عزت حنفي، إن عزت حنفي أمر بإخلاء سبيلهم وبعدها تناول السم، لكن الشرطة المصرية تؤكد أنها قبضت عليه قبل تناول السم، وربما هذا يفسر حالة الإعياء الشديدة التي ظهر عليها عزت حنفي بعد القبض عليه.
لقاء عزت حنفي في التلفزيون المصري
ظهر عزت حنفي بعد القبض عليه في لقاء تلفزيوني وهو يعالج في المستشفى، وقال عزت حنفي خلال اللقاء
متتكلميش معايا في المخدرات دي خالص، الجزيرة دي أنا مش ساكن فيها لوحدي، دجي فيها 15 عيلة، الأرض المزروعة أفيون دي أملاك دولة، سألتي قبل ما تكلميني الأرض دي بتاعة مين.
بالنسبة للسلاح، أي فلاح في البلد عنده سلاح، وأنا لما سلمت نفسي مكانش معايا ولا حتة سلاح، وأنا طلبت الصلح كذا مرة، لكن محدش سمعلي كلام.
– كل القصة أني خفت على عيالي وعملت كام حيطة علشان أحمي نفس]، ومش صحيح إني مسمي نفسي الأمبراطور، أنا اسمي عزت.
– انا متداريتش في الناس، إحنا كلنا متحاصرين في نفس المكان.
تم تنفيذ حكم الإعدام في عزت حنفي وشقيقه حمدان في سجن برج العرب بالإسكندرية في الساعة السادسة من صباح من يوم 18 يونيو 2006، وتم دفنهما في مسقط رأسهما في قرية النخيلة وسط حراسة أمنية مشددة، وكانت قصته واحدة من القصص الدرامية الملهمة لكتاب السينما والدراما، فقصته حولت لفيلم سينمائي حمل اسم الجزيرة بطولة أحمد السقا، كما استلهم المؤلف الراحل محمد صفاء عامر قصته في مسلسل “حدائق الشيطان”.
عزت حنفي لم يمت
في سنة 2015، قال محمد ممدوح حفني شقيق عزت حنفي، أن شقيقه لم يعدم، وأوضح أنه كان معتقلا، لكن ابنه محمود كان طالب في كلية الحقوق، وذهب لاستلام الجثث بعد الإعدام، فكشف عن جثة عمه عزت فوجد شخص آخر، لكن اللواء المسئول عن القضية “شتمه وطرده”، وأرسلوا اثنان من اللواءات لدفن عزت دون وجود أحدا من أهله.
رواية عشماوي
أما مساعد أول شرطة، حسين قرني الشهير بـ”عشماوي”، أشهر منفذي أحكام الإعدام بقطاع مصلحة السجون، فيحكي عن إعدامه لعزت حنفي قائلا: “أنا أعدمت عزت حنفي اللي كان متهم في قضية جزيرة النخيلة بأسيوط، هو وأخوه “حمدان” بإيدي، عزت كان متماسك زي الأسد، عشان مينفعش يبقى خايف قدام الموت، لأنه كان عامل نفسه زعيم في بلده، وإعدامه فكرني بصدام حسين لما اتعدم كان ثابت وهو بيموت”.
وأوضح عشماوي أن “عزت حنفي كان بيهزر داخل غرفة الإعدام، وقال اسمه رباعيا، رغم أن الموقف مهول وأي حد بيقف على الطبلية “بيهذي بأي كلام، إلا أن عزت كان قوي جدًا، وقالي: متعذبنيش. خلص بسرعة. عايزها قلبة وقومة”، مشيرًا إلى أن الداخلية عينت على قبره حراسة لمدة شهر لعدم سرقة جثته والتمثيل بها من قبل أعدائه.
وقال عشماوي في لقاء تلفزيوني، عن لحظة إعدام عزت حنفي: “قالهم استنوا علينا شوية.. انتوا السبب مش هنقلب في الكلام.. وطع ورقة من جيبة وقال الوصية .. انا خدت ارض من فلان وفلان وفلان .. (17 شخص .. سماهم باسمائهم).. ( القانون لازم يقول الوصية لانه ممكن يكون دافن فلوس او ثروة).. وقال للشرطي .. رجعوا الحاجة دي لاصحابها بلاش حركاتكم .. انا عارفكم.
وقاله بص يا عم حسين.. انا لو عرفتك قبل ما ادخل المكان دا.. كنت اديتك بيت انا عندي بيوت في برج العرب.. وقاله مد ايدك في جيبي .. هتلاقي سبحة.. خدها دي اللي حيلتي.. ذكري مني يا عم حسين اوعوا ياخدوها منك.. بركة… انا عملت حاجات كتير وحشة .. بس هما السبب”.
رأي أهالي النخيلة
بعد ثورة يناير، ذهب الصحفيون والمراسلون لقرية النحيلة لاستطلاع رأي أهالي القرية في عزت حنفي، لكن غالبية الناس تعاملوا مع عزت حنفي على إنه بطل قومي وأن الجزيرة كانت تعيش في نعيم في عهده، وأنه “ولا يوم من أيامه.