مضت ثلاثمائة يوم على بدء المواجهة التي بدأتها روسيا مع أوكرانيا دون أن تحدد موعد نهايتها، بينما حرصت روسيا بقرار مباشر من رئيسها تقديم هدية إلى أوكرانيا عشية عيد الميلاد.
«نريد أن نعطي فرصة لأداء طقوس أعياد الميلاد».. بذلك القرار أراد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يُهدي الجانب الأوكراني فرصة لحسن النية بعد أن تضمن قراره وقف المواجهات منذ منتصف نهار أمس حتى نهاية اليوم.
مراقبون فسَّروا قرار الرئيس الروسي بأنه بمثابة «هدية عيد الميلاد» المقدمة إلى أوكرانيا التي دعتها روسيا إلى التوقف عن المواجهات حال أرادت فرصة حقيقية لأداء طقوس عيد الميلاد.
المفاجأة التي أعلنها الرئيس الروسي تتعلق تلك المرة باستعداده لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا، لكن القيصر أعاد وضع شرطٍ حاسمٍ بشأن الاستعداد لتلك المحادثات وهو «حتمية اعتراف الجانب الأوكراني بالواقع الجديد».
وفي أول رد فعلٍ من الجانب الأوكراني على العرض المقدم من الرئيس الروسي اعتبرت كييف أن العرض الروسي طريقة للبحث عن مبرر جديد؛ بهدف وقف تقدم الجنود الأوكرانيين، وأن ذلك العرض لا يعني هدنة بالأعراف العسكرية المتوافق عليها، خصوصا أن توقيت العرض المقدم من موسكو تزامن مع تقدم الجنود الأوكرانيين في دونباس.
بالنسبة للرئيس الروسي فإن المواجهة العسكرية مع أوكرانيا ليست ذات خطر يستدعي استنفار كافة القوات الروسية، لكن المشكلة الأكبر أمام القيصر الآن في استمرار الدعم المقدم إلى كييف وتحديداً بعد المساعدات العسكرية الجديدة التي تلقتها من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا. حيث قررت روسيا بعدها إرسال فرقاطة حاملة صواريخ إلى مناطق متشاطئة من دول حلف شمال الأطلسي «الناتو».
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ندَّد بالعرض الروسي الذي اعتبرته خطة روسية لتوفير العتاد الذي تتكبده موسكو في دونباس، وتريد في الوقت ذاته تقريب مواقع تمركز الجنود الروسي من المواقع الأوكرانية.
ترك العرض الروسي صدى دوليًّا وتأثيراً كبيراً لدى داعمى أوكرانيا، وعلى الفور عقَّب الرئيس الأمريكي جو بايدن على الوضع الراهن بقوله، إنه في حالة تردد حيال ما صرَّح به بوتين، واعتبر بايدن أن الرئيس الروسي «يريد أن يتنفس الصعداء» في إشارة من الرئيس الأمريكي إلى أن القوات الروسية أصيبت بإنهاك جرَّاء تطور مستوى القوى على الجانب الأوكراني.
روسيا جددت التأكيد على صدق نواياها بشأن ما طرحه رئيسها بوتين، وأعاد الكرملين التأكيد على أنه قبل بدء أية مفاوضات دبلوماسية أو خطط سلام، فإن الجانب الأوكراني عليه أن يقر بالتنازل عن الأراضى التي أعلنت موسكو ضمها في وقت سابق.
تشمل تلك المناطق التي طلب الكرملين الاعتراف بها للمضي قدما في أي مباحثات سلام الأربع مناطق الأوكرانية التي أعلنت روسيا ضمها في سبتمبر الماضى، فضلا عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام ألفين وأربعة عشر.
على خط الدعم المتواصل إلى أوكرانيا أعلنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا حرصهما على ضخ مزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، وقال الرئيس الأمريكى، جو بايدن، والمستشار الألمانى، أولاف شولتز، أن واشنطن وبرلين سيقدمان آليات عسكرية طرازات مختلفة ومنظومة دفاع جوى، فيما تصل قيمة حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا تقترب قيمتها من ثلاثة مليارات دولار.