وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين جنوده عشية أعياد رأس السنة يبث رسائل طمأنة. بدأ جنود الجيش الروسي يتبادلونها مع رسائل التهنئة. بينما وصل الجيش الأوكراني من خلال أجهزة الرصد السري إلى تلك الرسائل التي كتبت نهاية حياة الجنود على أياديهم.
الخبيرة بالشأن الروسي إلينا سوبونينا، كشفت مفاجأة بشأن أحداث مركز الانتشار المؤقت لجنود الجيش الروسي في مدينة ماكيفكا، الواقعة شرق دونيتسك بأوكرانيا.
بدأ الجنود يتبادلون الرسائل فيما بينهم بمناسبة رأس السنة، وفي الجانب الآخر على خط المواجهة كان الجيش الأوكراني يرصد شبكات الهواتف الجوالة.. وهنا حدثت المفاجأة حيث توصلت أوكرانيا إلى خريطة تفصيلية لمواقع انتشار هؤلاء الجنود.
باشر الجيش الأوكراني عمليات تتبع دقيقة تمكن بها من تحديد مواقع بث والتقاط رسائل الجوال وحصل على مواقع الجنود الروس وهنا قرر تنفيذ عملية مباغتة أربكت الجيش الروسي الذي لم تحمه قدراته من تأمين مواقع الجنود على خطوط المواجهة.
اعترفت روسيا بعد ذلك بالخطأ وأعلنت أن هواتف الجنود كتبت نهايتهم على خطوط المواجهة بعد تحديد مواقعهم بدقة.
أدركت وزارة الدفاع الروسية خطورة العملية الأوكرانية التي تركت أثرا سلبيا على معنويات جنوده.. وحتى الآن لم تلمح موسكو إلى أي رد محتمل بشأن ما طال جنودها من عملية مباغتة.
ورغم الصمت الروسي بشأن الرد المرتقب، إلا أن الاحتمال الأشد قوة أن ثمة رد فعل مفاجئ ربما تقوم به روسيا خلال الساعات القادمة في سبيل الحفاظ على الحالة المعنوية لجنودها. وإثبات قدراتها مجددا في العمليات البرية.
تلقى الرئيس الروسي من أجهزة الاستخبارات تقريرا مفصلا بالعملية التي طالت جنود جيشه. وبدا القيصر غاضبا لكنه قرر اتخاذ إجراءات سيكون طرفا فاعلا فيها للحفاظ على الحالة المعنوية للجنود.
صدرت أوامر الرئيس الروسي بضرورة الإسراع بتنظيم عروض أفلام سينمائية وثائقية في دور العرض السينمائي خلال شهر فبراير الماضي.
الأوامر الصادرة من الرئيس الروسي تضمنت رسم صورة حماسية للمواجهة التي يخوضها الجيش ضد أوكرانيا بحيث يقف الشعب الروسي على حقيقة تضحيات جنوده، ومن المحتمل ظهور لقطات للرئيس بوتين في الأعمال السينمائية الجاري إعدادها.
وفي تأكيد لخطة «تحصين الجنود» معنويا، نشر الكرملين على موقعه الرسمي الأمر الصادر من بوتين إلى وزارة الثقافة الروسية بشأن عرض أفلام وطنية عن العملية العسكرية الجارية حاليا.
الأفلام السينمائية المقرر إنتاجها بأوامر بوتين ستعتمد على المزج بين العرض الوثائقي ولقطات حقيقية من المواجهة مع التركيز على بطولات الجنود الروس وقيمة التضحية والشجاعة. حيث يتم اختيار مخرجين لإخراج تلك الأفلام بناء على تاريخهم المهني في إنتاج ذلك النوع من المواد الوثائقية.
وميدانيا يصعب حتى الآن تحديد الطرف الأكثر سيطرة في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، لكن الدعم الذي تناله الأخيرة من الغرب ربما ينطبق عليها قول الرئيس بوتين بأن ما يحدث مواجهة بين روسيا والدول الغربية التي حولت الصراع إلى مواجهة بالوكالة عن طريق أوكرانيا.