تتطور الأحداث سريعا على الساعة الروسية، فبين تمرد وتوعد بالعقاب وتوعد آخر بتغيير هرم القيادة العسكري والسياسي.. تشهد روسيا أحداثا سريعة لم تكن تتوقعها إذ جاءت لها الضربة من الخلف.. ماذا يحدث في روسيا؟
بعد إعلان مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، بقيادة يفجيني بريجوجين، العصيان والتمرد، اتسعت دائرة المواجهات مع الجيش الروسي جنوب روسيا، اليوم السبت.
فقد شهد محيط مدينة روستوف القريبة من حدود أوكرانيا، والتي دخلتها بوقت سابق اليوم قوات فاجنر وسيطرت على القيادات العسكرية فيها، مواجهة عسكرية بين الجيش الروسي وعناصر فاجنر.وكانت توجهت وحدات من قوات “أحمد” الشيشانية باتجاه روستوف لمواجهة قوات فاجنر.
فيما أعلن قائد فاغنر يفجيني بريجوجين عبور قواته مدينة فورونيج القريبة وتوجهها إلى ليبيتسك، ما ينذر بتوسع دائرة المواجهات.ما دفع السلطات في منطقة ليبيتسك إلى الطلب من السكان البقاء داخل منازلهم لأسباب أمنية.
وكان قائد فاجنر هدد بالزحف إلى موسكو إذا لم يأت وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ورئيس أركانه فاليري غيراسيموف، للقائه في المقر الرئيسي بروستوف.
وأظهرت صور بثتها المنصات الإعلامية لمجموعة فاجنر، مشاهد لقائدها متواجد في مقر قيادة الجيش بروستوف، ويتفاوض مع نائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف، مطالباً بلقاء شويجو.
كما أظهرت مقاطع فيديو مصورة حصار مقر الشرطة المحلية التابع لوزارة الداخلية في مدينة رستوف من قبل عسكريين، من عناصر فاجنر.
في الوقت ذاته تم إعلان الطوارئ في العاصمة الروسية موسكو والتي شهدت استنفاراً أمنياً، حيث انتشرت الدبابات والتعزيزات الأمنية حول بعض المقار الحساسة في العاصمة تحسباً لأي إجراء أو هجوم عسكري.
ومن جانبه أكد الكرملين، أن الرجل المثير للجدل بات ملاحقاً قضائياً، لإعلانه العصيان، كما دعا قادة الجيش الروسي عناصر فاجنر إلى عدم تنفيذ أوامر بريجوجين.
مقدمات سابقة كان من المؤكد أنها ستنتهي بالتمرد، لاسيما مع القدر الكبير من الإهانات التي وجهها قائد فاجنر علنا لوزير الدفاع ورئيس الأركان خلال العملية العسكرية في باخموت، والتي تعد الشعرة التي قصمت ظهر البعير، حيث اتهم يفجيني وزير الدفاع الروسي وقائد الأركان بالتآمر ضده ، وحجب المعدات والذخائر عن عناصره.
فيبدو أن الخلافات بين قائد تلك المجموعة العسكرية العسكرية الخاصة وقادة الجيش، مستمرة منذ أشهر طويلة خلال المواجهات العسكرية التي خاضها الجيش الروسي في أوكرانيا، وأنها ظهرت في العلن مع باخموت التي ما إن أعلنت فاجنر سيطرتها عليها حتى أعلنت أنها ستنسحب من المواجهات وستسلم المواقع التي تحت سيطرتها للجيش في وقفة تعبوية وللراحة، وما إن عادت إلى الأراضي الروسية مرة أخرى حتى أعلنت التمرد.
و أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الوضع في روستوف “صعب بسبب التمرد”، مؤكدًا أن الرد على أي تمرد سيكون صارماً وحاسماً وقاسياً.
كما اعتبر في كلمة متلفزة بثت اليوم السبت على القنوات الرسمية في البلاد، أن تلك التصرفات تشكل ضربة في الظهر، مضيفا أنه تم جر عناصر فاجنر إلى التمرد، مشددًا على أن كل من حمل المعدات العسكرية في مواجهة الجيش خائن.