تعتبر الإعاقة البصرية من أكثر المشكلات التي يتعرض لها الأباء والأمهات إتجاه أبنائهم خاصة إن كانوا أطفالا، فلذلك يجب أن نعرف كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة البصرية من الأطفال ، حيث أن الإعاقة البصرية لدى الأطفال تعتبر من أكثر أنواع الإعاقات صعوبة، فالبصر نعمة من الله تعالى لا يمكن للإنسان أن يحيا حياة طبيعية دونه، لذا فإن الإعاقة البصرية تؤثر على الطفل في جميع جوانب حياته، وشخصيته، بل وتؤثر على كل من حوله أيضًا وخاصة الأب والأم وأخواته.
فالإعاقة البصرية تنتج من حدوث ضعف في أي من الوظائف البصرية الخمسة: البصر المركزي، البصر المحيطي، التكيف البصري، البصر الثنائي، رؤية الألوان، ويحدث هذا الأمر نتيجة حدوث تشوه تشريحي أو إصابة بمرضٍ ما، أو جرح في العين، والأكثر شيوعًا في الإعاقات البصرية الإعاقات التي تشمل البصر المركزي.
وقد أشارت الأبحاث والإحصائيات إلى أن هناك ما يزيد عن 35 مليون شخص مكفوف، وحوالي 120 مليون ضعيف بصر حول العالم، وتختلف نسبة انتشار العمى من دولة إلى أخرى حسب منظمة الصحة العالمية، ويوجد حوالي 80% من المعوقين بصريًا في دول العالم الثالث، كما أن نسبة انتشار الإعاقة البصرية تزداد مع التقدم في العمر، وتزداد في الدول التي تفتقر إلى رعاية صحية مناسبة، ومعدل حدوث الضعف البصري في الإعاقة البصرية للأطفال تحت سن 18عام حوالي 12.2/ 1000، بينما الفقد الكلي للبصر يحدث بمعدل 0.6/100 شخص.
والمعاق بصريا هو الشخص الذي لا تزيد قوة الإبصار عنده عن (20/200) قدم في أحد العينين أو حتى باستعمال النظارة الطبية، ويرجع هذا الأمر إلى أن الجسم الذي يراه الشخص العادي في إبصاره على مسافة 200 قدم يجب أن يقرب إلى مسافة 20 قدم حتى يراه الشخص المعوق بصريًا، وفي هذه الحالة يصبحوا لايتمكنون من القراءة والكتابة بالخط العادي إلا باستخدام المعينات البصرية مثل: المكبرات والنظارات وغيرها.
تصنيف الإعاقة البصرية
تشتمل الإعاقة البصرية لدى الأطفال على فئتين: فئة المكفوفين، وفئة المبصرين جزئيًا.
فئة “المكفوفين”:
هم أولئك الذين يستخدمون أصابعهم للقراءة. ويعانون من عمى كلي، وهذه الطريقة يطلق عليها طريقة برايل.
بينما الفئة الثانية هي فئة “المبصرين جزئيًا”:
وهم أولئك الذين يستخدمون عيونهم للقراءة، ويطلق على تلك الفئة أيضًا “قارئ الكلمات المكبرة”.
كيفية التعامل مع الطفل المعاق بصريا:
يجب أن يتفهم كل من الأب والأم مدى المرحلة الحرجة والشديدة الصعوبة التي يمر بها الطفل، فلذلك يجب التعامل معه بحذر شديد وحنية ولطف، وألا يفرضوا سيطرتهم على المعاق بصريا حتى لا يشعر بالضيق أكثر، ومن أهم النصائح مايلي:
1-يجب على الأب والام التواجد الدائم بجانب الطفل المعاق بصريا.
2-التعامل بحنية ولطف وتدليل.
3-الحث على التقرب الدائم إلى الله حتى يحمد الله دائما وأن يتأكد أن الله أختاروا لقياس درجة إيمانه بهذه الإعاقة.
4-عدم فرض السيطرة وتعنيف الطفل.
5- المساواة بينه وبين أخواته وأقرانه.
6-توخي الحذر ومتابعته دائما حتى لا يصطدم بشئ ما يضره أو يضايقه.
7-حثه دائما على التعليم واستخدام وسائل تريحه في المذاكرة.
8- الرجوع الدائم إلى المختص بحالته
9-إن الإعاقة البصرية حالة قد تصيب أي فرد فلا حاجة لإظهار الشفقة والإنزعاج أو إشعار الأهل بالرثاء لحالهم.
10-إن الأطفال العاديون يستفيدون كثيرا من هذه الفرص وليس الطفل الكفيف فقط وأهم ما يتعلمه الطفل هو التعرف المبكر على أن الناس عموما يختلفون في بعض الخصائص كما يتشابهون في خصائص أخرى.
11- يحتاج الطفل الكفيف إلى بعض المساعدات لتفادي الاصطدام بالأشياء ولا بد من ملاحظة أنه لا يستطيع التقاط الأشياء التي تقع منه على الأرض وأنه يعي فقط الأشياء التي تكون في متناول يديه.
12- قد يسأل الأطفال العاديون عن الأطفال المكفوفين بسبب حب الاطلاع وقد تكون أسئلتهم موجهة مباشرة للأطفال أو موجهة للمربية وهذا بالطبع يجب ألا يولد شعورا بالحرج فالأطفال المكفوفين يجيبون عادة عن أنفسهم وإجاباتهم غالبا ما تكون منطقية وعلى المعلمة أن تؤكد على أن الطفل الكفيف يستطيع التعرف على الأشياء بيديه وسمعه عوضا عن بصره.
المراجع
– تربية المعاقين والموهوبين ونظم تعليمهم، د/ إبراهيم عباس الزهيري.
– فلسفة تربية ذوي الاحتياجات الخاصة ونظم تعليميهم، د/ إبراهيم عباس الزهيري.
– الاحتياجات الخاصة. د/ أبو النجا احمد عز الدين، ود/ عمرو حسن بدران.
-معجم المصطلحات التربوية، د/ أحمد حسين اللقاني، د/ علي الجمل.
– الرعاية التربوية لذوي الاحتياجات الخاصة، د/ أحلام رجب عبد الغفار.
– في عالم المكفوفين، د/ أحمد الشرباصي.
– نداء من الابن المعاق، د/ زينب محمود شقير.
– الإعاقة البصرية، د/ منى صبحي الحديدي.
– الإعاقة البصرية، د/ محمد مصطفى حميدة.
– الولد المختلف، لريم المعوض.
– الإعاقة البصرية، د/ إبراهيم عبد الله فرج.