«لم يعد لها ظهور على شاشات الرادار والتقييم الأولى يؤكد الاختفاء».. بذلك النداء سادت حالة ارتباك لدى أطقم المراقبة الأرضية بعد تتبع مسار الطائرة الإندونيسية التي اختفت فجأة من على شاشات الرادار.
اختفت طائرة إندونيسية بعد إقلاعها فيما بقى مصير ركابها في عداد المجهول، بعد أن أظهرت تقارير المراقبة الأرضية أن الطائرة المختفية تم تغيير مسارها بشكل إجباري.
التقديرات الأمنية الأولية لحادث إختفاء الطائرة الإندونيسية تفيد بأنها تابعت لخطوط «سوسي إير»، وأن الركاب الذين على متنها كان بينهم مسلحون.
فرضية وجود مسلحين على متن الطائرة المختفية يدعمها تغيير مسارها بشكل إجباري أي أن المسلحين خططوا ونفذوا عملية اختطاف محكمة تم تدبيرها بدقة قبل أسابيع من وقوع الحادث.
أفادت تقارير لاحقة بأن المسلحين الذين كانوا على متن الطائرة قاموا باحتجاز طيار نيوزيلندي وخمسة من ركاب الطائرة في مقاطعة بابوا الغربية في إندونيسيا واتخذوهم رهائن لديهم في مكان تحت سيطرتهم.
رئيس الوزراء النيوزيلندي كريس هوبكينز أكد في أول تعليق على الحادث أن حكومة بلاده على علم تام بآخر تقديرات الموقف وإن سفارة نيوزيلندا في إندونيسيا تتباع الحادث أولا بأول.
«لم نصل بعد إلى التفاصيل الكاملة بشأن ما حدث للطائرة» بذلك كشف رئيس الحكومة في نيوزيلندا عن آخر مستجدات الحادث لكنه قال في الوقت نفسه إن القضية تخضع للمتابعة من قبل حكومته والأجهزة الاستخباراتية المعنية.
وزارة الخارجية النيوزيلندية، علقت على الحادث وقالت : إنها تقدم الدعم لأسرة الطيار، لكن الوزارة أكدت أن إفادتها مقتضبة لأسباب تتعلق بالخصوصية ومسار متابعة الحادث حيث لا يتعلق بطلب فدية أموال.
تزايد مصير الركاب على متن الطائرة غموضا عقب بيان صادر عن الجناح العسكري لحركة ما يسمى «بابوا الحرة» التي تم تصنفها منظمة مارقة تريد تحقيق مطالب سياسية صعبة ربما تطال وحدة الأراضي الإندونيسية.
أعلنت المنظمة المارقة مسؤوليتها عن حادث الاختطاف وقالت إن الرهائن لديها لن يتم إطلاق سراحهم دون تنفيذ مطالبها التي ربما يستحيل تنفيذها حيث تشترط الحركة استقلال المنطقة أو انفصالها عن الأراضي الأندونيسية.
واستعادت الحركة التذكير بدور إندونيسيا حيال المنطقة التي أخضعتها لها بعد السيطرة على أراضي غينيا الجديدة الغربية، حيث تم تقسيمها إلى منطقتين هما بابوا، وبابوا الغربية ولا زالت تلك الحركة تطالب بانفصالها.
حتى الآن لم يصدر عن الجانب الإندونيسي أي رد فعل أو تعليق على الحادث فيما ستقوم الجهات الأمنية في كل البلدين – إندونيسيا ونيوزيلندا – بفحص أسماء الركاب الذين كانوا على متن الطائرة إذ يطرح الحادث واحدا من أصعب التحديات الأمنية في حوادث الطيران.