صاحبة صوت عذب له جمال يخطف قلبك عند سماعه، إنها قيثارة الطرب، نجاة الصغيرة، التي عادت بعد غياب طويل عن الساحة الغنائية، لتُطل من جديد على جمهورها العريض وتُقدم أغنية جديدة بعنوان «كُل الكلام».
وبالرغم من مرور خمسة عشر عامًا على غيابها عن الساحة الفنية، عادت نجاة للغناء مرةً أخرى بأغنية «كل الكلام»، للملحن السعودي طلال باغر، وكلمات الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، وتوزيع موسيقي ليحيى الموجي، وإخراج تليفزيوني لهاني لاشين.
ونستعرض في التقرير التالي أبرز المعلومات والأسرار عن الفنانة نجاة الصغيرة:
نشأتها
ولدت نجاة في القاهرة، بتاريخ 11 أغسطس 1938، ووالدها هو محمد كمال حسني البابا، الخطاط العربي الدمشقي الشهير الذي هاجر إلى مصر في شبابه، حيث تزوج بوالدة نجاة من سيدة مصرية، وعمها الفنان السوري، أنور البابا.
وفقًا لما ذكرته مجلة «الكواكب»، كان بيت والدها معروفًا باسم «بيت الفنانين»، فابنه عز الدين حسني، هو ملحن موسيقي، ودرّس شقيقته نجاة الموسيقى والغناء. وابنه الآخر سامي حسني، يعزف على آلة التشيلو، وهو كذلك مصمم مجوهرات وخطاط، والممثلة، سعاد حسني.
بلاغ ضد والدها
في الثانية عشرة من عمرها تولى شقيقها الأكبر عز الدين مهمة تدريبها على حفظ أغاني، أم كلثوم، لتقوم بأدائها فيما بعد في العديد من الحفلات، وذلك بتكليف من والدهما.
قدم الملحن محمد عبدالوهاب شكوى رسمية في مركز شرطة ضد والد نجاة، ادعى فيها أن هذا التدريب هو عرقلة للعملية الطبيعية لتنمية صوتها، وأنها ينبغي أن تترك وحدها لتتطور بشكل طبيعي دون تلك التدريبات.
الزواج
في سن السادسة عشرة، وتحديدًا في العام 1955 تزوجت الفنانة نجاة من كمال منسي، أحد أصدقاء شقيقها، ساعدها على النجاح في تلك المرحلة.
أنجبت من زوجها ومستشارها الفني ابنًا واحدًا هو وليد، وتحول العش الهادئ إلى جحيم لا يطاق بعد أربع سنوات، إثر تدخلات الزوج في حياتها وفنها فسعت إلى تجاوز الأزمة بمحاولة الطلاق الودي، لكنه رفض وتحولت القضية إلى ساحات المحاكم.
أصغر مُطلقة
وفقًا للتقارير الفنية، تعد نجاة الصغيرة «أصغر مطلقة بحكم قضائي» من بين نجوم مصر، فقد تزوجت كمال المنسي قبل أن تبلغ السادسة عشرة من عمرها، ثم لجأت للقضاء طلبًا لحكم الطلاق وحصلت عليه بالفعل بعد أربع سنوات.
منافسة شرسة
في عام 1972 اشتدت المنافسة الفنية بين نجاة الصغيرة والسورية فايزة أحمد، وبحسب مجلة «الموعد» انتقلت الحرب الشرسة بينهما إلى الحفلات الغنائية على المسرح؛ فقد حاولت نجاة تقليد ما كانت تقوم به فايزة منذ عشر سنوات.
وتعاقدت على إقامة حفل غنائي «منفرد» لها بسينما «رمسيس»، ولكن الجمهور لم يُقبل عليها، فاضطرت إلى دفع 200 جنيه لتغطي نفقاتها، حرصًا على سمعتها.
غيرة الإخوات
على مدار عمرها الفني، شاعت بعض الأقاويل عن طبيعة العلاقة التي كانت بين الشقيقتين نجاة الصغيرة وسعاد حسني، ووصفتها بالغيرة والحقد من جانب الأولى تجاه نجاح شقيقتها التي أصبحت سندريلا السينما العربية على الرغم من أنها بدأت بعدها وبسنوات طويلة.
الاعتزال
بعد مشوار طويل قدمت الفنانة نجاة الصغيرة أغنية «اطمن» من ألحان الفنان، صلاح الشرنوبي، وهي آخر الأغنيات التي قدمتها نجاة قبل إعلان قرار اعتزالها للفن نهائيًا عام 2003، رغبة منها في الحفاظ على تاريخها الفني ورافضة كل محاولات إثنائها عن ذلك القرار.
وبالرغم من محاولات الإعلاميين والصحفيين استضافتها في البرامج لم تظهر نجاة الصغيرة منذ عام 2006 على شاشة التليفزيون ولم تُشاهَد في الأماكن العامة، وفي عام 2010، أكد أحد المراسلين أنها مازالت تعيش في القاهرة، لكنها تسافر أحيانًا إلى لندن في الصيف لتلقي العلاج الطبي.
العودة للفن
بعد 11 عامًا من الاختفاء، وتحديدًا في بداية عام 2017، قررت نجاة الصغيرة العودة إلى الساحة الفنية من خلال أغنية «كل الكلام» من كلمات عبدالرحمن الأبنودي، وألحان طلال، وتوزيع يحيى الموجي.
وقد استغرق تنفيذ العمل سنة كاملة، وقد تم تصوير الأغنية فيديو كليب من إخراج هاني لاشين، وقد أحدثت الأغنية ردود أفعال واسعة عند الجمهور، حيث تخطت المشاهدات 100 ألف على موقع يوتيوب، إلا أن الملحن المصري، حلمي بكر، كان له رأي آخر، حيث أكد أن نجاة لن تعود للغناء مرة أخرى.