الأرض تقترب أكثر من الشمس، ظاهرة فلكية غريبة وغامضة تنتظر الأرض، البشر يقتربون من حافة النهاية، ولا مفر ولا ملجأ لهم، فأين عساهم أن يهربوا من الأرض؟
ساعات عصيبة تمر بالبشر، لا يعلمون متى تأتيهم النهاية، وتحذيرات من نازلة لا يستطيع أحد السيطرة عليها، فعلى الجميع تلاوة الصلوات من أجل النجاة وإنتظار المعجزة التي تنقذهم من مصيرهم الأسود..فما هذه الظاهرة، وكيف تصيب نصف البشر؟
هي ظاهرة تستهدف نصف الكوكب ونصف الأرض، حيث تصل الكرة الأرضية إلى أقرب مسافة من الشمس ” الحضيض” وذلك بالتزامن مع فصل الشتاء في النصف الشمالي لكوكبنا.
ومع بداية كل عام ميلادي جديد تكون الأرض على موعد مع “الحضيض الشمسي”، وتحديدا في أوائل شهر يناير، وذلك عندما تكون عند أقرب مستوى من الشمس ، وبعد انتصاف العام وتحديدا في أوائل شهر يوليو تصبح الأرض عند أبعد نقطة من الشمس، فيما يعرف باسم “الأوج”.
وكان العالم الفلكي ” يوهانس كيبلر” هو أول من صاغ مصطلحي الأوج والحضيض وهما كلمتان من الجضارة اليونانية، في إطار الحركة المدارية للكواكب.
وفي هذا الصدد، قال المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة – في بيان صحفي له إن مدار الأرض حول الشمس بيضاوي الشكل وليس دائرياً ، لذلك فإن المسافة بيننا وبين الشمس تتغير على مدار عام، فعند الحضيض ستكون أقرب بحوالي 5 مليون كيلومتر إلى الشمس ( المسافة بين مركز الأرض ومركز الشمس) مقارنة بما ستكون عليه بعد ستة أشهر من الآن عندما ستصل الأوج – أبعد مسافة من الشمس – في الرابع من يوليو .
وأضاف أبو زاهرة أن فرق المسافة ليس كبيراً بين الحضيض في يناير و الأوج في يوليو، ولكن هذا الاختلاف في المسافة يعني أن قرص الشمس سيبدو ظاهرياً الآن أكبر قليلاً من المعتاد وأكثر إشراقًا بنسبة 7 % ، ومع ذلك لا يذوب الثلج في النصف الشمالي لأن الفصول الأربعة تحدث أساساً بسبب ميل محور دوران الأرض وليس قربها أو بعدها عن الشمس.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة أنه خلال فصل الشتاء يكون القطب الشمالي مائلا بعيداً عن الشمس، في حين أنه خلال الصيف يكون مائلا باتجاه الشمس، وعلى الرغم من أن اقتراب وابتعاد الأرض ليس المسؤول عن حدوث الفصول إلا أن ذلك يؤثر على طول تلك الفصول.
وتابع قائلا: “عندما تكون الأرض قرب الشمس كما هو الآن فإنها تتحرك أسرع في مدارها حيث تندفع بسرعة 30.3 كيلومتر بالثانية تقريباً مقارنة بسرعتها في أوائل يوليو، وبالتالي فإن فصل الشتاء في النصف الشمالي هو أقصر الفصول الأربعة”.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أنه يعد هذا توقيتاً غير مثالي للحضيض الشمسي، لأن زخات الشهب الرباعيات تبلغ ذروتها في ليالي يناير الأولى، خاصة بعد منتصف الليل خلال الساعات ما قبل الفجر، وتعتبر واحدة من أفضل زخات الشهب ولكن القمر في طور التربيع الأخير سيظهر في السماء حوالي منتصف الليل، لذلك سيتسبب في طمس الشهب باستثناء الشهب الساطعة.