يبدو أن عقارب الزمن قد دارت، وأصبحت الإمبراطورية التي لا تغيب عن الشمس تحت حكم إثنين من أبناء أحفاد مهاجرين من الهند وباكستان، بعد زمن طويل من سيطرة التاج البريطاني على الهند بشقيها، حتى حصلت على استقلالها، قصة تٌحكى للأجيال أو تصلح لأن تكون أحد أفلام بوليود، ولكنها حقيقة حيث بعد فوز ريشي سوناك صاحب الأصول الهندية برئاسة الحكومة البريطانية، نجح “حمزة يوسف” في أن يكون رئيس الحكومة في اسكتلندا”.. ليقفا وجها لوجه في وقت شديد الدقة.. ماذا يحدث لأراضي التاج البريطاني؟
دخل رئيس وزراء اسكتلندا الجديد حمزة هارون يوسف التاريخ كأول مسلم يقود حكومة ليس في المملكة المتحدة فحسب، بل على امتداد بلاد أوروبا الغربية.
وذلك بعدما انتخب البرلمان الإسكتلندي، حمزة يوسف، رئيسًا جديدًا لحكومة المقاطعة البريطانية التي تطمح إلى الاستقلال عن لندن، ليصبح بذلك أول رئيس وزراء اسكتلندي من أصول مهاجرة ومسلمة.
وبذلك سيتولى “حمزة” رئاسة الحكومة، خلفًا لسابقته نيكولا ستورجن والتي استقالت بشكل مفاجئ الشهر الماضي بعد 8 أعوام في سدة الحكم.
ولم يكن يتصور أجداد حمزة يوسف الذين هاجروا من باكستان إلى جلاسكو بإسكتلندا قبل نحو 60 عاما، أن يصبح حفيدهم رئيسا للحكومة، ويؤدي اليمين أمام المحكمة العليا الأسكتلندية بعد تعيينه بمرسوم ملكي.
وقال “حمزة” في أول تصريحاته بعد توليه منصبه، إنه يوم فخر بالنسبة لي ولعائلتي، وآمل في أن يكون أيضا يوم فخر لإسكتلندا، لأنه خير تعبير عن قيمنا.
ويتولى حمزة يوسف قيادة إسكتلندا في وقت شديد الدقة، حيث تزدهر فيه الحملة من أجل الدعوة للاستقلال عن التاج البريطاني.
ويبدو أن العلاقة المتوترة بين الهند وباكستان، ستنتقل أيضا إلى أحفادهم على رأس الحكم في إسكتلندا وبريطانيا، إذ قال ناطقاً باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك صاحب الأصول الهندية، إنه رئيس الوزراء يتطلّع للعمل مع “حمزة”، لكنّه يرفض الدعوة التي أطلقها مؤخرًا بشأن إجراء استفتاء جديد على الاستقلال عن التاج البريطاني.
ما يحدث في بريطانيا الدولة الأم واسكتلندا التابعة لها توليفة غريبة وضعت بقايا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بين يدى إثنين من أبناء المهاجرين القادمين من دولتين دخلتا قائمة الأراضي التي كانت تحت سيطرة التاج البريطاني.
حيث دار الزمن وتحركت عقارب الساعة، ليتولى زمام الأمور في البلدين أبناء المهاجرين، ليديرا زمام الأمور بعقل الحاضر وخلفية الماضي البعيد، ولكن هذه المرة وجها لوجه.
فسوناك المنحدر من أصول هندية رافض بقوة لانفصال اسكتلندا، والثاني “حمزة” سليل عائلة باكستانية مهاجرة، مدافع بقوة عن راية الانفصال عن البلد الأم.
فيقف الزعيمان وجها لوجه في مناقشات تحدد مصير المملكة المتحدة، هل ستحافظ على إرثها التاريخي أم ستتحول بقايا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس إلى بقايا أصغر ويتقلص حجم الأراضي التي يسيطر عليها التاج البريطاني أكثر.
حيث يقف أحفاد وليام والاس، بقيادة مهاجر باكستاني في وجه الحكومة البريطانية الرافضة لإجراء استفتاء بشأن الانفصال عن بريطانيا.
ونجح “حمزة” في الانتخابات في اسكتلندا بدعم من أصحاب أيدولوجية الاستقلال عن بريطانيا، ليكون تحقيق الاستقلال من نصيب هذا الجيل، بعد أن فشل أجدادهم في الحصول عليه من التاج البريطاني.
ورفض ريشي سوناك، رئيس الحكومة البريطانية، طلب رئيس الوزراء الاسكتلندي الجديد، حمزة يوسف بإجراء تصويت على استقلال اسكتلندا عن بريطانيا، مؤكدًا أن الحكومة البريطانية ترفض طلب رئيس الوزراء الاسكتلندي الجديد بالاستقلال، مشيرًا إلى ما تم في عام 2014، حيث كان رأي الجمهور بالبقاء، حيث يلزم القانون موافقة الحكومة البريطانية على إجراء الاستقلال.