انخفاض في منسوب سد النهضة وتوقف للتوربينات منذ نحو شهرين.. أحداث غريبة تجرى لسد النهضة، في وقت تستعد فيه أديس أبابا من أجل الملء الرابع لسهد النهضة دون التوصل إلى اتفاق ملزم مع دولتى المصب.. ماذا حدث لسد النهضة؟
كشف الخبير المائي وأستاذ الموارد المائية المصري الدكتور عباس شراقي، عن آخر التطورات في بحيرة سد النهضة، مع اقتراب الملء الرابع للسد، مؤكدًا تراجع منسوب الماء في بحيرة سد النهضة، وأن التوربينات مازالت متوقفة منذ شهر مارس الماضي.
ولفت شراقي، إلى أن منسوب المياه في بحيرة سد انخفض بمقدار نحو 10 أمتار عن أعلى منسوب تم تسجيله منذ 9 أشهر في سبتمبر 2022، مشيرا إلى أن المخزون الثابت والتوربينات المتوقفة تدخل شهرها الثالث.
ولفت إلى أن إجمالى التخزين حاليًا خلف السد حوالى 13.5 مليار متر مكعب، عند منسوب 595 م، منخفضًا بمقدار 7 مليار متر مكعب عن أعلى تخزين مؤقت فى سبتمبر، و3.5 مليار متر مكعب عن نهاية التخزين الثالث.
وأشار “شراقي”، إلى أنه لكميات التصريف الحالية فإنه سوف يتم تعويض هذه المياه مع بدء موسم الأمطار فى يونيو القادم.
وعن الملء الرابع، أكد “شراقي”، أن أديس أبابا ستبدأ عملية التخزين من أجل الملء الرابع فى منتصف شهر يوليو القادم وتستمر حتى نهاية شهر أغسطس عند منسوب 620 متر.
وحول التطورات المنتظرة، في أعمال سد النهضة خلال الفترة المقبلة، أكد خبير الموارد المائية أن يتوقع عدم حدوث أي تغيرات ملحوظة على منسوب البحيرة الذي يقف الآن عند 595 مترًا، حتى نهاية مايو الجارى، على أن يزداد الإيراد مع بداية شهر يونيو بمقدار مليار متر مكعب واحد عن المنصرف سوف يتم تخزينه، وأن تصل الزيادة فى النصف الأول من يوليو إلى حوالي 3 مليارات متر مكعب.
وأشار إلى أنه في ذلك الوقت، ستسترد البحيرة منسوبها التى كانت عليه بنهاية التخزين الثالث، ليتم بعدها بدأ الملء الرباع مع بداية النصف الثانى من يوليو حتى نهاية أغسطس عند منسوب 620 متر للممر الأوسط.
كل هذا يتم في وقت، أصبحت قضية سد النهضة قضية محورية من جديد بعد تأييد الجامعة العربية للموقف المصري في أزمة سد النهضة، ورفض أديس أبابا للإجماع العربي، وأنها مستعدة للتفاوض تحت مظلة الاتحاد الإفريقي.
لتأتي تصريحات أديس أبابا في وقت شهد فيه ملف قضية سد النهضة العديد من المحاولات الفاشلة بحثا عن حل ودي للأزمة المستمرة منذ نحو 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل، في الوقت الذي تدعي فيه إثيوبيا استعدادها لحل تفاوضي… فهل تنتهي المرواغات؟