منذ سنوات قليلة فوجئت وكالات الأنباء بخبر عاجل تطلب فيه الصين من مواطنهيا تخزين الطعام، ليتسائل الجميع عن السبب الذي جعل الصين تطالب سكانها الذي يفوق عدد سكانها مليار نسمة بتخزين الطعام ولكنها لم تمر سوى أشهر قليلة حتى كان الوباء ثم أعقبه دخول روسيا لأوكرانيا وارتفاع مستوى التضخم في العالم والأسعار.. ليتكشف السبب ولكن لماذا الآن تفرض الصين «استراتيجية حبوب» صارمة لتأمين الغذاء؟.. وماهو الكابوس الأسوأ الذي تتحضر له الصين؟
خطوات سريعة وجادة تتخذها السلطات الصينية خلال الأشهر الأخيرة، لتأمين موارد الغذاء لديها، حيث فرضت إجراءات صارمة ضد المزارعين لضمان سلامة توريد الحبوب.
آثارت إجراءات الصين الأخيرة تساؤل الكثيرين حول رؤية الصين للوضع العالمي خلال المرحلة المقبلة، حيث سبق وأن كانت طالبت مواطنهيها بتخزين الطعام قبل أكثر فترات العالم سوادًا بعد الوباء، والمواجهات العسكرية الروسية الأوكرانية والتي تسببت في قصور في سلاسل إمداد الغذاء حول العالم.
فيبدو أن الصين كانت تمتلك رؤية مستقبلية عما سيواجه العالم في ذلك، لذلك قراراتها الأخيرة دبت الرعب في النفوس، حيث يرى البعض أن قرارات الصين الأخيرة ماهي إلا إنذار للعالم وأن الكابوس قادم.
ويتبقى السؤال الصعب: هل تخشى الصين من اندلاع مواجهة عسكرية أو تغيّرات مناخية تؤثر على سلاسل إمداد الحبوب لديها، وفي العالم أيضا؟ وذلك في ظل نقاط ساخنة في العالم، تدب فيها المواجهات العسكرية لاسيما في أحد أوكرانيا، مع روسيا، حيث يعد البلدان أحد أهم دول سلاسل الغذاء في العالم.
وكانت بكين قد أعربت سابقا عن مخاوف كبيرة بشأن الأمن الغذائي خلال السنوات الأخيرة، كما أكد الرئيس الصيني أن الزراعة قضية أمن قومي ذات أهمية قصوى، وذلك وسط انهيار العلاقات مع أمريكا وحلفائها.
وعلى الرغم من عدد سكانها الضخم، لدى الصين اكتفاء ذاتي من الحبوب بنسبة تجاوزت 95 %، كما أنه لدى الفرد إمدادات غذائية تبلغ 480 كيلو جرام، وهو أعلى بكثير من المعيار الدولي البالغ 400 كيلو جرام
ونجحت بكين في خططها لمواجهة الحصار الأمريكي، حيث حققت طفرة في الإنتاج الذاتي من الحبوب، حيث أعلنت أنها تمتلك 95 % من غذائها وتستورد فقط 5% فقط، بعد أن وسعت الاستثمار الزراعي داخل أراضيها.
واتجهت بكين، لتحسين قدراتها الزراعية في الداخل، من خلال استراتيجية زراعية قوية تهدف إلى إنتاج الحبوب الأساسية داخل أراضيها والحد من زراعة الزهور والنباتات التي توفّر الأموال لزراعة الحبوب اللازمة للغذاء
وكان الكونجرس الأمريكي أقر قانونا لتحجيم امتلاك الصين أراضي زراعية داخل أمريكا، وبالتالى تأكدت بكين من أن الاستثمار الزراعي الخارجي للصين محفوف بالمخاطر.
لتكون الإجراءات الصينية الأخيرة سببا للتساؤل عن القادم.. هل تصطدم الصين بالولايات المتحدة الأمريكية على شاكلة المواجهات الروسية في أوكرنيا بسبب الأزمة في تايوان؟