رحيل أقوى رجل فى ليبيا الذي يمتلك خزائن المال فمن هو الصديق الكبير؟

تحالف مجلس النواب والأعلى للدولة من أجل رحيل رجلًا واحدًا عن منصبه، هو الأقوى فى أرض فرسان المتوسط، ورقم صعب في المشهد الليبي منذ العام 2011، يمتلك خزائن المال ويتولى منصبه منذ 11 عامًا لم تزيحه عن منصبه أزمات أو اشتباكات أو حكومات متعاقبة.. من هو الصديق الكبير؟

تحول محافظ المصرف المركزي الليبي، الصديق الكبير، إلى رقم صعب في المشهد الليبي منذ العام 2011، فعلى الرغم من إزاحة العديد من المسئولين والحكومات عن مناصبهم إلا أن الجميع فشل فى إزاحة الصديق الكبير عن منصبه.

ويبدو أن تحالف مجلسى الدولة والنوب فى المغرب على تغيير المناصب السيادية، قد يقرب بنهاية عهد أقوى رجال ليبيا، المسيطر على خزائن وثروات الدولة الليبية فى مشهد يسوده الانقسام بين الشرق والغرب.

وأكد رئيس المجلس الأعلى للدولة “خالد المشري”، إن جزء كبير من الخلاف داخل الدولة الليبية يتعلق بإدارة المال وهناك خلاف بين محافظ مصرف ليبيا المركزي “الصديق الكبير” ومجلس الإدارة، مؤكدًا أن الذهاب الآن إلى تغيير كل المناصب السيادية أمر حتمي ولا رجوع فيه وأنه أنه تم الاتفاق مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح على ذلك.

وقال “المشري” : “هذه المرحلة تتطلب توحيد المؤسسات السيادية، متابعًا : “محافظ مصرف ليبيا المركزي “الصديق الكبير” معين منذ 2011 وإذا كان شخصا غير جيد يكفيه 11 سنة في هذا المنصب.

وأكد المشرى، أن الصديق الكبير أخطأ في عدة أشياء ومن ضمنها سياسة توزيع الإعتمادات المالية للحكومة، لافتًا إلى أن منصب رئيس المؤسسة الوطنية للنفط أخطر من منصب المحافظ البنك المركزى.

ومن جانبه قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إن الصديق الكبير مُقال منذ عام 2014، قبل الاتفاق السياسي، وحتى الآن لا يزال في منصبه، مؤكدًا أن المجتمع الدولي والبنك الدولي، سبب بقائه في منصبه حتى الآن، بتآمرهم على الليبيين.

ووجه الصديق الكبير اتهامات عديدة بالفساد وعدم الحفاظ على المال العام والكسب غير المشروع، فنشرت جريدة الوسط الليبية مؤكدة أنه قبل فبراير 2011، واجه الصديق الكبير، كثيرًا من الأزمات في حياته المهنية، حيث وجِّهت إليه وإلى عدد من القيادات المصرفية اتهام بالتقصير في حفظ وصيانة المال العام، وتحقيق المنفعة للغير وممارسة الوساطة والمحسوبية، والكسب غير المشروع، وذلك على خلفية نهب ما يزيد على 600 مليون دينار، وانتهت القضية ببراءة جميع المتهمين من قيادات ومديري المصارف.

كما أنه تعرض لمحاولات الإقالة عدة مرات ولكنه دائما ما يبوء الأمر بالفشل فى إزاحته عن منصبه، فمع قرب إتمام الصديق الكبير العام الثالث في منصبه محافظًا للمصرف المركزي، اندلعت أزمة انقسام المؤسسة النقدية الليبية، ليقيل مجلس النواب محافظ المصرف المركزي خلال جلسة لبحث اتهامات بمخالفات مالية في المصرف المركزي، لكن القرار لم ينفذ.

وعلى الرغم من إقالة الكبير من منصبه، فإنه ظل المحافظ الحقيقي للمصرف المركزي، وبقي الاعتراف الدولي الضمني من المؤسسات النقدية الدولية بالصديق الكبير محافظًا.

وفي سبتمبر العام 2017، لم تفلح محاولة أخرى من مجلس النواب للإطاحة بالصديق الكبير، حين انتخب محمد عبدالسلام الشكري محافظًا للمصرف المركزي بأغلبية الأعضاء، ليرفض الكبير تنفيذ قرار مجلس النواب، ليبقى الكبير محافظًا للمصرف المركزي رغم انقضاء ولايته التي تجاوزت الـ5 سنوات.

واستمر الصديق الكبير فى منصبه حتى الآن، رغم تعدد الحكومات وتعاقبها بين الشرق والغرب، وعلى الرغم من قرارات الإقالة العديدة من مجلس النواب، إلا أنه ظل الرقم الصعب فى المعادلة الليبية.. فهل ينجح تحالف مجلس الدولة والنواب فى إقالة أقوى الرجال فى ليبيا؟