اتهم بالتورط برحيل الملك فاروق.. وكتم أسرار عبدالناصر وعاقبه السادات.. سامي شرف رحيل هادئ لصندوق أسرار مصر
الكوفر: رحل صندوق الأسرار
لم يكن رجلًا عاديًا كان أسطورة حقيقية.. يُمكن وصفه بـ«كاتم أسرار مصر».. سامي شرف، الذي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 94 عامًا بأحد مؤسسات القاهرة الصحية، كان أحد أهم الشخصيات فى تاريخ مصر، نظرًا للدور الكبير الذي لعبه في بناء الدولة بجوار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وسط محيط مضطرب وتحالف من أكبر دول العالم على إسقاط الدولة المصرية لاسيما بعد تأميم قناة السويس وجعلها مصرية خالصة.. من هو سامي شرف؟
سامي شرف ولد في حي مصر الجديدة في القاهرة قبل قرابة 94 عامًا، وتحديدًا في عام 1929، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بالقاهرة، حتى التحق للدراسة في الكلية العسكرية، ليتخرج فيها ضابطًا برتبة ملازم في بعد 3 أعوام من الدراسة، وتحديدًا في عام 1949.
حظي سامي شرف بثقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، نظرًا لقدرته الفائقة على جلب وتحليل المعلومات واستخلاص النتائج والآراء السديدة.
وعقب ذلك بفترة، استدعى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر سامي شرف، وكلفه بإنشاء سكرتارية خاصة للمعلومات، وكُلف بأن يكون سكرتيرًا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر لشئون المعلومات.
وتحوم حوله الشبهات في التسبب برحيل ملك مصر السابق فاروق الأول، فى منفاه فى إيطاليا، وهو ما أنكره بشدة سامى شرف طوال حياته.
واستمر سامي شرف، في العمل برئاسة الجمهورية، بجوار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في فترات شديدة الأهمية والحساسية في تاريخ مصر الحديث، وعُرف بقربه من الزعيم الراحل، ولعبه دورًا هامًا في قضايا عدة.
وتدرج سامي شرف في المناصب داخل رئاسة الجمهورية، حتى عُين وزيرًا لشئون رئاسة الجمهورية في إبريل 1970.
وأبى الرئيس الراحل محمد أنور السادات أن يسمح لسامي شرف بالتقاعد أكثر من مرة عقب توليه المسئولية، حيث طلب سامي شرف من الرئيس أنور السادات بعد رحيل عبد الناصر أن يتقاعد ثلاث مرات لكنه رفض وظل حتى أحداث 13 مايو 1971 التي تم فيها سجنه، وبقي في السجن حتى يونيو 1980 ثم تم نقله إلى سجن القصر العيني حتى 15 مايو 1981 حيث أفرج عنه هو وزملاؤه بدون أوامر كما يقول “وجدنا باب السجن مفتوحاً وقد اختفى الضباط والجنود، فرحنا نتشاور فيما بيننا وأخيرا قررنا الخروج، ووضعنا احتمالين، إما أن نتعرض للاستهداف أو نذهب إلى بيوتنا، وكان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فذهبنا إلى بيوتنا”.
وعقب خروجه من السجن، أصدر شرف مذكراته السياسية بعنوان “سنوات وأيام مع عبدالناصر” وتضمنت نقدا لاذعا لسياسات الرئيس السادات.
وحتى رحيله الهادئ، ظل سامي شرف بعيدًا عن الأضواء إلا من بعض الكتابات في صحيفة الشروق، حيث كتب عدة مقالات عن القضايا والموضوعات التي عاصرها شرف أثناء توليه منصب سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خاصة عن ليبيا واليمن.
يعد سامي شرف هو صندوق الأسرار لأحد أهم الفترات فى تاريخ مصر، حيث شهد مع الرئيس عبدالناصر أغلب الأزمات التي مرت بها مصر.