ها هي قضية سد النهضة تعود إلى واجهة الأحداث مرة أخرى، الخارجية الإثيوبية تقول إن بلادها لا تحتاج لأخذ إذن من أحد لإتمام التعبئة الرابعة لسد النهضة، وأنه لن يلحق الضرر بأي دولة، والسلطات الأثيوبية تعلن اكتمال 90 % من عمليات البناء في السد، أديس وتستعد للبدء في الملء الرابع والأكبر، وزير الري المصري يحذر من استمرار لملئ، فما هي القصة إليكم التفاصيل
يبدو أن أثيوبيا لا تستمع إلى أحد وتمضي قدما في استكمال سدها الذي ناهز من العمر أكثر من 10 سنوات وحتى هذه اللحظة لم يكتمل، فمنذ أن بدء إثيوبيا في تشييد مشروعها عام 2011، لا يزال الجدل يرافق هذا المشروع العملاق الذي تصل تكلفته أكثر من 4 مليارات دولار.
حيث صرحت وزارة الخارجية الأثيوبية، أن بلادها لا تحتاج لأخذ إذن من أحد لإتمام التعبئة الرابعة لسد النهضة، والسد لن يلحق الضرر بأي دولة من دول المصب وهما مصر والسودان.
بيان الخارجية الإثيوبية، قوبل بعدها بساعات برد حاسم من مصر، جاء على لسان السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، والذي استنكر اتهام وزير الدولة الإثيوبي للشئون الخارجية مصر بمحاولة تسييس ملف مياه النيل وسد النهضة.
نائب وزير الخارجية المصري واصل تأكيده بلسان مبين، مؤكداً أن الشواغل المصرية من تداعيات هذا المشروع على أمن مصر المائي حقيقية وتستند إلى دراسات علمية موثقة.
كما أكد على أن الإدعاء الإثيوبي المستمر بتسييس مصر لقضية سد النهضة، هي محاولة للتنصل من المسئولية القانونية، وعدم اكتراث بمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار.
وأضاف السفير حمدي لوزا، بأنه من المؤسف أن يستمر المسئولون الإثيوبيون في الإعراب عن استعدادهم ورغبتهم في استئناف المفاوضات تحت رعاية الإتحاد الأفريقي، في محاولة جديدة لكسب الوقت واستمرار الملء دون اتفاق.
ودلل نائب وزير الخارجية على ذلك بالتصريحات التي صدرت مؤخرا حول الحرية المطلقة لاثيوبيا فى مواصلة الملئ دون اكتراث لاي حقوق لدولتي المصب باعتباره دليلا اخر علي احادية التوجه خارج نطاق التفاوض.
وفي المقابل جاءت تصريحات وزير الري المصري الدكتور هاني سويلم، عكس الذي صرحت به أديس أبابا، حيث إن سويلم أوضح أن سد النهضة يمثل ضغط على موارد المياه المصرية، مشيرا بأن مصر تواصل المفاوضات والمناقشات مع إثيوبيا وتقديم العديد من المقترحات لها والحلول لتوفير الطاقة.
في سياق متصل، كشفت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها، أن إثيوبيا تستعد للملء الرابع لسد النهضة، حيث قام بفتح البوابة الغربية للسد مع ترك البوابة الشرقية لتصريف حوالي 50 مليونا، بغرض تجفيف المياه من على الممر الأوسط لاستئناف أعمال التعلية استعدادا للبدء في المليء الرابع في يوليو القادم.
ويبدو أنه مع اكتمال 90 بالمئة من سد النهضة الإثيوبي تحول الموقف السوداني من منتقد للمشروع إلى داعم، حيث يرى خبراء سودانيون أن سد النهضة سيعود بالنفع على الجميع، إذ يأمل السودانيون في أن يساعد السد في التخلص من الفيضانات السنوية التي تدمر الكثير من الأراضي السودانية.
ومن جانبه قال الدكتور عباس أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن عملية تعلية الممر الأوسط للسد مستمرة، موضحاً أنه من المتوقع أن يرتفع الممر عشرين مترا ليصل إلى منسوب 620 مترا، وذلك لمضاعفة المخزون إلى حوالي 35 مليار متر مكعب وفي هذه الحالة يجب ألا يقل منسوب الجانبين عن 630 مترا.
وأشار “شراقي”، إلى أن الصور الحديث للأقمار الصناعية تظهر توقفا توربينات سد الإثيوبي عن العمل، في حين أن تدفق المياه مستمر من خلال بوابة التصريف الشرقية التي تعمل بنصف طاقتها لإمرار حوالي 20 مليون متر مكعب/ في اليوم، الأمر الذي أدي إلى تراجع بطيء لبحيرة سد النهضة عن سد السرج.
فبعد أن صعدت إثيوبيا لهجتها بشأن الحديث عن سد النهضة، إذ اعتبرته “بات حقيقة راهنة”، وأكدت رفضها أي مساع للمفاوضات، فمن وجهة نظرك ماهي السيناريوهات المتاحة الآن أمام مصر للحفاظ على مقدراتهم المائية.