الصين تواجه أمريكا في البحر الأحمر، بكين تحرك أقوى أساطيلها، والوجهة نحو السرق الأوسط حيث سفن الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد فشل واشنطن في السيطرة على البحر الأحمر، تتدخل بكين، العالم الآن أصبح على بعد خطوات من مواجهة عسكرية عالمية ثالثة، الدول أعدت عدتها، وما بقي سوى ضغط الزر… فما القصة؟
رسالة قوية من بكين لواشنطن، وتحذير بدون صدام، حيث قررت الصين التي تجنى 160 مليار دولار سنويا من صادراتها عبر ممر البحر الأحمر، تحريك إسطول بحري نحو ذلك الممر الملاحي الدولي الذي تعثر بشكل كبير مع تدخل عسكري من القوات الموجودة باليمن منذ نوفمبر الماضي، وازداد مع مواجهات أمريكية بريطانية ضده لا تزال مستمرة، توقفت على إثرها حركة الملاحة بالبحر تماما…فمن يجازف ببضائعه في وسط كل هذه العمليات العسكرية!!
ويرى خبراء معنيين بالشأن الصيني والإيراني والأميركي والدولي، أن هذا الظهور الصيني، في إطار زيادة نفوذ بكين بالمنطقة، ورسالة إنذار لواشنطن وضغط عليها دون صدام، وتأمين لمصالح بكين، كما توقع البعض أن يكون هناك تنسيق صيني إيراني في هذا التحرك في ضوء شراكتهما القوية.
وتقول الدكتورة نادية حلمي، الأكاديمية المصرية المتخصصة فى الشؤون الصينية، أن التحركات الصينية الجديدة نتجت عن تخوف الصين من تزايد حدة التواجد العسكرى المتزايد فى منطقة البحر الأحمر، واحتمالية نشوب صراعات أوسع إذا ما استمرت الوضع كما هو، لذا تسعى الصين لحماية مصالحها فى البحر الأحمر وفى أفريقيا التي ضخت فيها عشرات المليارات من الدولارات.
ويعد البحر الأحمر بالنسبة لبكين، الشريان الرئيسي للبضائع الصينية إلى أوروبا، ومنه تمر 99% من سفن الحاويات التى تبحر بين أوروبا والصين، عبر قناة السويس قبل ديسمبر 2023، وأثرت الهجمات التي بدأت في ديسمبرعلى السفن بهذا الممر وغيرت نسبة كبيرة منها مسارها حول أفريقيا ورأس الرجاء الصالح.
مما زاد من الوقت والتكلفة وحدوث تباطؤ بحركة التجارة الدولية، وبالتالي تواجد الصين هو تأمين لمصالحها، في ظل تنامي صراع القوى العظمى وعسكرة البحر الأحمر، كما تريد الصين تعزيز الوجود الأمنى الدفاعى والتأمينى فى البحر الأحمر، بما يضمن تقليل آثار ذلك الصراع.
من زواية أخرى، تقول الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، أن هناك سبب وجيه للقلق بشأن السفن الصينية، لأن الوجود العسكري الأميركي في البحر الأحمر وخليج عدن في وضع ضعيف الآن، في ظل نقص المعدات العسكرية لدى الترسانة الأميركية تتحدث عنه وسائل إعلام بواشنطن، وعدم تواجد أوروبي موسع في عملياتها بالبحر الأحمر.
وأضافت الخبيرة الأمريكية، أن ظهور السفن الصينية قد يضع قيداً إضافياً على ممارسة الولايات المتحدة للقوة في المنطقة، مما يحد من الهجمات بسبب القلق من التصعيد غير المقصود مع الصين، وأضافت أن بكين إختارت هذا التوقيت بهدف أن تزيد من تقسيم البحرية الأميركية بين بحر الصين الجنوبي وخليج عدن؛ وتريد إظهار أنها اكتسبت قوة كافية لتكون قادرة على مواجهة الولايات المتحدة في كلا المنطقتين.
الأوضاع في البحر الأحمر ودعت الإستقرار منذ شهور، وكل يوم تتزايد الأزمات تعقيدا، وتتسع رقعتها…ولكن بنظركم هل تحرك الصين بؤجج الأزمة أم يضع لها خط النهاية؟ وما رد الولايات المتحدة المتوقع؟