كانت مصر قديما سلة غلال العالم، حيث وصفها النص القرآني بخزائن الأرض في عهد النبي يوسف ، كما أنها أنقذت العرب في عام الرماده في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب، وقمحها أطعم الامبراطورية الرومانية لسنيين …لكن مع زيادة السكان وانحسار الرقعة الزراعية علي مر العقود اصبحت مصر اكبر مستورد للقمح في العالم ..لذلك تحاول العديد من الدول الضغط علي مصر بإستخدام سلاح القمح فماذا حدث في الاورقة؟ وماذا قالت السفارة الروسية عن عرقلة الولايات المتحدة وبعض الدول الاوربية وصول القمح الروسي لمصر؟
أكدت السفارة الروسية لدى القاهرة أن الأمريكيين والأوروبيين فشلوا في تعطيل إمداد مصر بالقمح الروسي، موضحة أن إمدادات القمح يمكن أن تصل إلى 8 ملايين طن في العام الزراعي 2022-2023.
وفي بيان لها، قالت السفارة الروسية لدى القاهرة: “نسمع مرة أخرى من الممثلين الغربيين أن مشكلات عالمية مثل أزمتي الغذاء والطاقة ظهرت بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة لصد نظام كييف ..كما أشرنا مرارا وتكرارا، هذا غير صحيح على الإطلاق”.
وأضاف البيان: “في عام 2022 بعد موسم الحصاد تمكنا من إمداد عدد من الدول بما يصل إلى 60 مليون طن من القمح، ومع ذلك فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها، عقوباتهم على روسيا التي منعت ولا تزال محاولات قطع نقل منتجاتنا الزراعية واجراء المدفوعات مما تسبب عمدا في نقص الغذاء في العالم وارتفاع اسعاره”.
وتابع البيان: ” تحاول الولايات المتحدة التي تترأس الغرب بكل الوسائل إضعاف روسيا بدون أخذ المصالح الاقتصادية لحلفائها في الاعتبار والتي تريد إضعاف إقتصادهم وتجويعهم.
وأوضحت السفارة الروسية قائلة: “مع ذلك، لن يحقق الغرب أهدافه..على سبيل المثال، فشل الأمريكيون والأوروبيون في تعطيل إمداد مصر بالقمح الروسي، ورغم كل العوائق التي خلقها الغرب، فقد نمت هذه الإمدادات و التي يمكن أن تصل إلى 8 ملايين طن في العام الزراعي 2022-2023.
في الوقت الذي يتم فيه إرسال الحبوب الأوكرانية بشكل أساسي إلى أوروبا لدفع ثمن الأسلحة المنقولة من هناك إلى نظام كييف لمواصلة الحرب.
هذا وقد بدأت مصر التحول للاستيراد القمح في عام 1951 عندما استوردت مصر القمح لتغطية احتياجات القوات البريطانية علي أرضها ثم في عام 1952 وبعد الإطاحة بالملك فاروق، ومع ارتفاع عدد السكان في مصر عام 1960 إلي 27 مليون نسمة زاد الاستيراد.
وبحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية فإن استيراد مصر من القمح عام 1960 بلغ 996 ألف طن.
وظلت كميات القمح المستوردة في مصر تتزايد عبر السنين مع زيادة عدد السكان لكن ظلت اليابان هي أكبر مستورد للقمح في العالم حتي عام 1984 عندما انتزعت مصر هذا المركز .
وتستورد مصر حاليا نحو 12 مليون طن من القمح سنويا، بما نسبته 10.6% من إجمالي صادرات القمح العالمية
وتستهلك مصر من هذا المحصول كل عام قرابة 18 مليون طن، 9 ملايين منهم مخصصة للخبز المدعم الذي ينتج منه يوميا قرابة 270 مليون رغيف لسد احتياجات 70 مليون مواطن مسجلين ببطاقات التموين.
وأدت تداعيات أزمة الحرب الروسية الأوكرانية علي أسواق القمح العالمية، سواء من حيث الإمدادات وما تبع ذلك من ارتفاع في الأسعار، نتيجة تناقص المعروض، إضافة إلي ارتفاع تكاليف الشحن.
وهو ما كان له أثر كبير علي الدول المستوردة ومنها مصر التي تستورد 80 % من احتياجاتها من القمح منهما ( 7.56 مليون طن من روسيا و1.9 مليون طن من أوكرانيا بحسب اخر الإحصاءات وانعكست هذه الأزمة علي الفور علي المواطن المصري متمثلة في ارتفاع أسعار الخبز.
في رايك هل ستسطيع مصر زيادة المساحات المنزرعة بالقمح لتحقيق الاكتفاء الذاتي.. لافشال محاولة استخدام القمح لضغط عليها وتجويع شعبها؟