يبدو أن العاصفة الزلزالية التي ضربت تركيا منذ يوم الإثنين الماضي مازالت مستمرة، ما تهدد الملايين داخل تركيا لاسيما مع الهزات الأرضية المستمرة والتي تتفاوت شدتها وسط توقع العلماء بزلزال ضخم يعيد تموضع الصفائح الأرضية بعد تحركها فى زلزال يوم الإثنين الأسود.. ماذا يحدث فى تركيا؟
وكشفت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، منذ دقائق عن هزة أرضية جديدة ضربت ولاية ملاطية التركية تبلغ شدتها 4.9 درجة على مقياس ريختر.
قال محمود القريتوني، مدير مركز رصد الزلازل بالأردن، إن العاصفة الزلزالية التي نحن بصددها بجنوب تركيا بدأت بزلزال رئيسي، وهذا يعني ان الزلازل التي تلحق هذا الزلزال تكون بالضرورة أقل قوة، ولن يحدث زلزال أكبر أو مساوي للزلزال الرئيسي، وتبدأ هذه العاصفة تقل شدتها، وعدد الزلازل أقل، منوهًا بان العاصفة الزلزالية ربما تستمر لأسابيع وربما لشهور أو سنة، ولكن الشعور بالزلازل قد لا يستمر لأسابيع.
وتابع، أن النشاط الذي حدث بجنوب تركيا قوي وعلى حدود صفائح، وحدث على صدوع نشطة، وعلى هذه الصدوع من الممكن ان يحدث إزاحة عدة امتار حسب قوة الزلزال، ولكنها تكون على الصدع النشيط، أما الصفيحة التكتونية فهي تتحرك عدة سنتيمترات باستمرار.
ومن جانبها، أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية، عن تسجيل 2100 هزة ارتدادية منذ اليوم الأول لكارثة الزلازل جنوبي تركيا، وأوضحت أنه جرى تسجيل هزات أرضية بشكل مستمر بعضها قد يتجاور 4 درجات.
لتستمر تركيا فى تسجيل الهزات الأرضية والزلازل، باستمرار منذ يوم الإثنين الماضي، ولا يستطيع العلماء تخمين متى تتوقف هذه العاصفة الزلزالية المستمرة، والتي بسببها تم تسجيل أكثر من 2000 زلزال فى تركيا ما يترك المواطنين فى حالة قلق كبيرة، لاسيما أنه على الرغم من مرور نحو أسبوع مازال العشرات تحت الأنقاض على الرغم من الجهود الدولية الكبيرة والتي تحركت فى سبيل محاولات إنقاذ مئات الأرواح تحت الأنقاض، وفى الوقت ذاته انهار المئات من المنازل فيما أصبح الآلاف غير صالحة للسكن.
لتترك كل هذه الظروف حوالى 13% من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة معرضون للحياة فى المخيمات والعراء، في ظل طقس شديد البرودة، ولكن الخوف الأكبر لدى هؤلاء هو استمرار موجة الزلازل كما يحدث حاليا لاسيما أن الحياة توقفت فى الدولة التركية، فتوقفت الجامعات والمدارس وأصبح الحياة على شفا حفرة الكل يخشى السقوط أو أن يتحول منزله إلى شاهده ومدفنه مع التوقعات بزلزال ضخم لإعادة تموضع الصفائح التكتونية التي تحركت مع زلزال الإثنين الأسود.
والمنطقة التي تعرضت للزلزال معروفة بـ”فالق شرق الأناضول”، وهي نشطة زلزاليا منذ القدم، فالتاريخ الجيولوجي يقول إن “الصفيحة العربية” المكون للجزيرة العربية و”الصفيحة الإفريقية” المكونة لقارة إفريقيا كانتا جزءً واحدا منذ 25 مليون سنة.
والتصادم الذي تم بين الصفيحتين مع “صفيحة أوراسيا” أو الصفيحة الأوروبية تسبب في انزلاق صفيحة تحت آخرى وهو ما يسمى بالتصادم القاري.
الحركة التقاربية بين الألواح أحدثت كسرا على طول فالق تركيا، مما أدى إلى تحرك الجزء التركي إلى ناحية الغرب بسرعة حتى يستوعب الحركة التضاغطية بين الصفيحتين العربية والأوراسية.
هذه الحركة فى الصفائح تحت الأرض مازالت تنتج هزات أرضية وسط توقعات بزلزال ضخم آخر.. فهل تستعد تركيا للأسوأ؟