على ما يبدو أن الأرض ليست بسلام أو أنها تحاول إيصال رسالة ما إلى سكانها وربما تعطينا الإنذار الأخير .. هزات أرضية متتالية تصيب أرجاء كوكب الأرض على غير العادة .. تدمير كبير خلفته الزلازل في أشهر معدودة .. ضحايا ومدن دمرت بالكامل في مشهد صعب لم يعتاده البشر .. نوازل طبيعية وبيئية يعاني منها الناس في جميع البلدان جعلت القلق رفيقا لهم تساؤلات عديدة يطرحها الوضع الحالي عن حركة باطن الأرض والعلماء عاجزون.. الزلازل تزداد وتتوسع لمناطق لم تصبها منذ قرون ولا أحد يعرف السبب .. فهل تتهيأ الأرض لحدث جديد؟ أم أن الأرض لم تعد مكانا آمنا للعيش ؟.. وكيف توقع العالم الهولندي كل ذلك؟
مئات بل آلاف من المواطنين في كولومبيا هربو من منازلهم واتخذوا من الشارع ساترا لهم دون البيوت بعد أن ضرب زلزال ضخم قوته 6.1 درجة على مقياس ريختر وأعقبه عشرات الهزات الارتدادية وسط البلاد والعاصمة بوجوتا .. أصوات صافرات الإنذار هي الأخرى هزت أرجاء البلاد في محاولة لإنقاذ أرواح المواطنين من نازلة طبيعية كادت تنهي حياتهم.
كان مبنى الكونجرس في كوليمبيا أول المتضررين من الزلزال حيث سقطت أجزاء من سقف المبني دون وقوع أي خسائر بالأرواح ولكن بحسب وكالات الأنباء المحلية وعمدة العاصمة بوجوتا برحيل شخص واحد.
ولم يكن مبنى الكونجرس هو الوحيد فبحسب منظمة الوحدة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث فقد تضررت واجهات ونوافذ عدد من البيوت والشركات في إل كالفاريو كما تم الإبلاغ عن هبوط أرضي في فيلافيسينسيو.
وكان العالم الهولندي فرانك هوجربيتس، الذي حصل على شهرته من زلزال تركيا، كان قد توقع أن يشهد النصف الثاني من أغسطس هزات أكثر قوة، ليكون زلزال كولومبيا أحد توقعاته بعد زلزال تركيا وعدد من الزلازل حول العالم.
رغم تحذير العلماء مع بداية عام 2023 من احتمالية وقوع عدة زلالزل لم تشهدها الأرض من قبل الا أن الأمر بات أكثر صعوبة وغير مفهوم فليس من الطبيعي ما يشهده العالم من زلازل كان بعضها مدمرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى في شرق الأرض وغربها دون سبب واضح لزيادة وتيرتها.
وترجع أسباب الزلازل إلى حدوث اضطرابات في باطن الأرض وتوازن طبقاتها و انتقال كميات كبيرة من الرسوبيات على فترات طويلة من الزمن على مساحة من الأرض مما يسبب زيادة الثقل على تلك المنطقة التي تنخفض عن مستواها السابق ما يتسبب في حدوث اختلال بمستوى الطبقات الأخرى، فتتحرك طبقات من القشرة الأرضية ويحدث الزلزال. كما تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في حدوث الزلازل حيث تتسبب ارتفاع درجة الحرارة في جوف الأرض إلى انصهار العديد من العناصر المكونة من طبقات صخرية وتآكل مساحات معينة من الطبقات الصخرية إذ تبدأ هذه الطبقات بالحركة تلقائيا وينتج بعد ذلك الزلزال.
ولم تكن الأسباب الطبيعية فحسب هي المحركة لحوادث الزلازل اذ تسبب البشر في ارتفاع نسبة تعرض الأرض للزلازل بسبب بعض الأنشطة البشرية مثل الحفر وإزالة الصخور وعمليات التعدين وضخ السوائل وحفر السدود واستخراج الوقود الأحفوري من باطن الأرضة وعمليات التنقيب وحفر أبار البترول كلها أسباب بشرية لزيادة وتيرة الزلازل.. فهل يتسبب البشر في نهايتهم؟