مر نحو 40 يوما على زلزال الإثنين الأسود الذي انطلق من أعماق الأرض بمدينة كهرمان مرعش التركية ليطيح بالبنايات في 10 ولايات تركيا بل امتدت آثاره ليضرب الشمال السوري ويخلف آلاف الضحايا والمصابين ومئات البنايات المهدمة.. وحتى اليوم لم تتوقف عاصفة الزلازل ليضرب المدينة زلزال جديد.. فما الذي يحدث؟
استيقظ أهالي مدينة كهرمان مرعش التركية، الذين بالكاد لم يغمض لهم جفن منذ 6 فبراير الماضي.. ويرفعون كل ليلة أكف الضراعة إلى الله خوفا من أن يتكرر ما حدث يوم الاثنين الأسود.. على هزة أرضية جديدة زلزلت الأرض واهتزت البنايات وحركت الأفئدة ودبت الرعب في النفوس.
الهزة الأرضية الجديدة التي أعلن عنها معهد الزلازل التركي، اليوم السبت 18 مارس 2023، جاءت بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر، فيها كان مركزها الرئيسي مدينة كهرمان مرعش جنوبي تركيا.
ويأتي زلزال كهرمان مرعش تزامنا مع هزة أرضية أخرة ضربت طاجيكستان التي تشهد أيضا هزات أرضية متتابعة بين الفينة والأخرى.
وكشفت لجنة الطوارئ والدفاع المدني بطاجيكستان عن وقوع زلزال بقوة 4 درجات في وقت مبكر من صباح السبت.
وكالة نوفوستي بدورها نقلت عن لجنة الطوارئ قائلة إن الهزة الأرضية وقعت في تمام الساعة الخامسة ودقيقة فجرا بالتوقيت المحلي.
وسجلت اللجنة مركز الزلزال على بعد 260 كيلومترا جنوب شرقي دوشنبه عاصمة طاجيكستان.وتأتي الهزات الأرضية المتتابعة في مناطق عدة حول العالم في وقت .. يثير فيه عالم الزلالزل الهولندي، فرانك هوجربيتس جدلا كبيرا من وقوع أنشطة زلزالية كبيرة في الفترة ما بين 16 و19 مارس.
وآخر ما كتبه العالم الهولندي هوجربيتس، عبر تويتر عندما أكد أن هناك توقعات واضحة لا تقبل الشك عن وجود تحليل مفصل لهندسة الكواكب .. يشير إلى وجود نشاط زلزالي في هذه الفترة المذكورة.. أي أن ما يتحدث عنه قد يقع خلال ساعات..
وفي تغريدة أخرى تحدث هوجربيتس، وجود تقارب في الهندسة الكوكبية الحرجة في الفترة من 15 إلى 17 مارس، والذي بدوره قد يتسبب في حدوث نشاط زلزالي كبير تقريبًا.ما بين 16-19 مارس.
وفي وقت لا تزال فيه تركيا تسعى للملمة جراحها ومحو آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل عدة أسابيع وتسبب في رحيل نحو 48 ألف إنسان، لا يزال الأتراك لا سيما سكان مدينة اسطنبول يعيشون على أعصابهم خوفا من الزلزال الكبير الذي توقعه العديد من العلماء والذي يتوقع أن يضرب تركيا خلال الفترة المقبلة.
ويعيش في اسطنبول قرابة 20 مليون شخص .. في وقت لا يزال الكثيرون منهم يتذكرون ما حدث في زلزال عام 1992 .. خاصة أنه تسبب وقتها في رحيل 17 ألف شخص منهم في اسطنبول وحدها.
وفي ظل هذه التخوفات انقسم سكان اسطنبول ما بين باق في المدينة مع الاستعداد وأخذ الاحتياطات اللازمة تحسبا للزلزال الكبير.. وبين آخرين قرروا ترك المدينة خوفا من أن تأتيهم الساعة بغتة وهم نائمون.
العريب في الأمر أن السلطات التركية تعترف تماما بأنه لو وقع زلزال بقوة تفوق 7.5 درجات على مقياس ريختر، فقد تكون هناك ما لايقل عن 100 ألف بناية مهددة بأن يساويها الزلزال بالتراب.
أخيرا يتوقع علماء الجيولوجيا أن هناك احتمالا بنسبة قد تصل إلى 47% لأن يحدث زلزالا كبيرا في اسطنبول خلال في العقود الثلاثة المقبلة قد يفوق في شدته 7.3 درجات على مقياس ريختر.. فهل تركيا على أعتاب كارثة إنسانية ثانية قريبا؟