قال عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، إنه لا يجوز البقاء مع الزوج الذي لا يصلي بعد استنفاد الجهود في استصلاحه إلا إذا كانت المرأة في حاجة ماسة إليه.
وضرب مثلاً في هذه الحالة بامرأة فرعون التي بقيت في بيته، وقال: “امرأة فرعون فيها أسوة لجميع النساء المظلومات اللاتي في بيوت لا يراعَى فيها حقوقهن، وفي بيوت لا يراعى فيها الدين”.
وخلال حلقة أمس من برنامج “استديو الجمعة” على إذاعة “نداء الإسلام” اشتكت أُمّ لستة أطفال قائلة: “بيني وبين زوجي مشاكل كثيرة، وقد تم طلاقي منه مرتين، وأنا لست مرتاحة بالعيش معه؛ فهو إنسان لا يلتزم بالصلاة، ولا يغتسل من الجنابة، وقد أصابني بالجنون في حياتي وحتى مع أطفالي، وطلبتُ منه الطلاق، ورد علي (اعتبري نفسك مطلقة)، فهل أُعتَبر مطلقة؟”.
فرد عليها المطلق: “الطلاق وقع”. مستدركًا: “لكن ما دام الرجل لا يصلي، ولا يغتسل من الجنابة، وأنت قد بذلت معه جهدًا في الإصلاح ولم يصلح، ولم يعد إلى الله ويحافظ على الصلاة وعلى غسل الجنابة، فلا أرى أن تبقي معه إذا استنفدت طرق استصلاحه مع أسرته، ومن حقك أن تطلبي الطلاق”.
وتابع: “لأن مثل هذا الزوج الذي لا يصلي ولا يغتسل من الجنابة، ويعاند في مثل هذه الأمور المسلَّمة، لا يجوز البقاء معه، إلا إذا كنت في حاجة ماسة إليه لرعاية أطفاله، والحفاظ عليكم، وأنت امرأة مسكينة ومحتاجة”.
وأشار في هذا الصدد إلى أن امرأة فرعون بقيت في بيته، وقالت {رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين}. فامرأة فرعون فيها أسوة لجميع النساء المظلومات اللاتي في بيوت لا يراعَى فيها حقوقهن، وفي بيوت لا يراعى فيها الدين، مثل عمود الإسلام (الصلاة). والنبي ﷺ يقول: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر”. نسأل الله العافية والسلامة.
وعادت المتصلة لتتساءل: “هل أظل معه في البيت أم أخرج بعد أن قال لي (اعتبري نفسك مطلقة) وهذه الطلقة الثالثة؟”. مشيرة إلى أنه ليس لديها مكان أو مأوى آخر، ومنزل والدتها غرفة واحدة، وهي أُم لستة أطفال. فكان رد الشيخ المطلق: “اجلسي في بيتك، ولا تمكنيه من نفسك”.