وصل سائق من أبناء جيل «زد» في الولايات المتحدة إلى مقعد في الكونجرس، لا لكي يصل بأحد عملائه من النواب إلى قلعة سن التشريعات الأمريكية، ولكن بشكل رسمي وبقرار الناخبين ليكون صاحب مقعد بين زملائه النواب. ما الذي حدث في ذلك السائق الديمقراطي. وهل كان الأمر مجرد ضربة حظ؟ أم أنه خطة سياسية أحسن إدراتها بدقة؟
تعود قصة فوز السائق الشاب ماكسويل فروست المنتمي وهو من أبناء جيل «زد» المنتمي إلى الحزب الديمقراطي بمقعد في الكونجرس إلى حسم السباق الانتخابي بينه وبين منافسه الجمهوري كالفين ويمبيش إلى حدة المنافسة بين الاثنين وإصرار فروست على الفوز أيا كان الجهد الانتخابي.
ولكن ما حكاية جيل «زد» في الولايات المتحدة وما سر الزخم وراء فوز ذلك الشاب البالغ من العمر 25 عاما في تلك الانتخابات؟.. المعروف عن جيل «زد» في الولايات المتحدة أنه الجيل من مواليد الفترة ما بين منتصف التسعينات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثانية.
ومعروف عن جيل «زد»، أنه الجيل الأكثر تفاعلا مع معطيات التكنولوجيا والتقنيات الحديثة واللجوء إلى التطوير الذاتي في هذا الشأن؛ حتى أصبح ذلك الجيل هو المستهدف تسويقيا أمام الشركات العاملة في بلد موصوف بأنه واحد من أكثر البلدان تقدما على مستوى العالم.
ظل أبناء جيل «زد» فترة ليست قليلة، محرومين من التمثيل في الكونجرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب) لكن فروست كسر القاعدة بأصوات ناخبيه ليكون صوتا للشباب الأمريكيين المنتمين إلى ذلك الجيل والذي ينظر إليه على أنه الجيل الذي سيقود البلاد عاجلا أو بعد حين.
بدا فروست واعيا لأصوات ناخبيه معترفا بأنها كانت وراء حسمه السباق الانتخابي أمام منافسه المنتمي إلى الحزب الجمهوري ليؤكد في أول تعليق له على الفوز أن فوزه كان بمثابة صناعة التاريخ لأبناء جيل «زد»و لكل مؤمن بالحق في حياة أفضل.
وينحدر فروست من أصل أفريقي وكانت تنشئته بالتنبي لدى سيدة من أصل كوبي وسبق له العمل على سيارة «أوبر» في سبيل تأمين حصول حملته الانتخابية على تمويل بدا ضعيفا أمام قوة منافسه، لكنه صب تركيزه بعد انضمامه إلى الحزب الديمقراطي على قضايا العدالة الاجتماعية ودعم الفقراء.
وكانت بدايات فروست الأولى نحو العمل السياسي عقب إصابته في إطلاق نار جماعي بمدرسة ساندي هوك الابتدائية في عام 2012 حيث اتخذ والعديد من زملائه الذين تعرضوا للهجوم بعد ذلك في الأنشطة المدنية.
بزغ نجم فروست أمام زملائه بعد أن قرر الانضمام أيضا إلى منظمة مارش فور آور لايفز، وكانت تلك المجموعة قادت مظاهرة كبيرة في عام 2018 أدانت أي عنف مسلح يحدث في الولايات المتحدة.
رغم فرحة أبناء جيل «زد» في الولايات المتحدة بصعود فروست والأمل المتجدد بدعم أكبر مؤسسة تشريعية في الولايات المتحدة بأعضاء شباب قادرين على التجاوب مع أصوات ناخبيهم، إلا أن المرشح الشاب سيكون عليه الوفاء بما وعد به أملا في الحفاظ على رصيده السياسي الذي عاني في سبيل تحقيقه وبذل كل ما أوتي من جهد للوصول إلى ترتيب متقدم أمام منافسه الجمهوري.
تحديات سياسية كبيرة يواجهها الحزبان الديمقراطي والجمهوري على السواء، بعد أصبح الناخب الأمريكي يستشعر أنه أمام حاجة متنامية لتغيير في الأحزاب التي تمثله وتعبر عن مطالبهم فيما ظهرت مطالب بحتمية حث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لمرشحين مستقلين عن الحزبين. ربما يغير أبناء الجيل «زد» وجهة نظر الناخبين.