حاز الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جائزة الأوسكار بعد زيارة خاصة دخل خلالها الزائر عليه حاملا حقيبة سفر صغيرة وما أن جلس أمام الرئيس الأوكراني عقب مصافحة بينهما حتى أخرج له الجائزة. فما دلالة تلك الجائزة التي أصبحت لدى زيلنسكي عن طريق الإهداء. وهل تحمل معها رسائل سياسية.
الزيارة التي تم تحديد موعدها بين الرئيس الأوكراني وممثل أمريكي لمن تكن مجرد لقاء عادي ولم تتوقف فقط عند تسليم الجائزة إلى الرئيس، بقدر ما حملت رسائل سياسية مباشرة بخصوص الأحداث الراهنة التي تعيشها أوكرانيا ومال طال شعبها من معاناة لم يدر بخلده يوما أنه سيكون تحت وطأة ويلاتها.
اللقاء هذه المرة كان بطلاه الرئيس الأوكراني والممثل الأمريكي شون بن، الذي سلم لزيلينسكي جائزة الأوسكار ودار حوار بينهما بشأن ثقته في انتصار أوكرانيا بعد أزمتها مع روسيا والتي ألقت بتداعياتها الاقتصادية والإنسانية على الشعب الأوكراني ودول العالم كافة. بينما أتت تلك الجائزة بعد نجاح الجيش الأوكراني في دفع نظيره الروسي إلى الإنسحاب من خيرسون.
الدلالة السياسية لتلك الجائزة التي أهديت من صاحها إلى زيلينسكي دفعت الأخير إلى الاحتفاء بها في أوج الأزمة التي تعانيها بلاده ووجد حسابه على «انستجرام» سبيلا لتوثيق لحظة تسلمه الجائزة بعد أن نشر مقطعا يجمعه بالفنان الأمريكي الذي سلمه الجائزة مجددا التأكيد على دعمه لأوكرانيا ورئيسها في أزمتها الحالية والتي طال أمدها وسط معاناة بات الوصول إلى نهايتها حلما في عداد المستحيلات.
«إن تقديم تلك الجائزة إلي مجرد أمر رمزي.. لكنني أدرك أن وجودها معك يضمن لي شعورا بالتحسن».. بتلك الكلمات حرص الممثل الأمريكي شون بن، على تقديم الدعم المعنوي إلى زميله السابق في عالم الفن».. لكن الممثل الأمريكي طالب الرئيس الأوكراني في الوقت ذاته بأن يعيد إليه جائزة الأوسكار في حالة الانتصار وتجاوز الأزمة التي تعيشها بلاده.
الرئيس الأوكراني جهز ردا رسميا على الجائزة التي أهديت له في مقر آمن، وقرر أن يسلم الممثل الأمريكي سون بن، وسام الاستحقاق وقال له: «إن ذلك الوسام ليس من زيلينسكي ولكنه مهدى إليك من أوكرانيا». بل إن الرئيس الأوكراني قرر اصطحابه في جولة داخل أنحاء العاصمة الأوكرانية كييف. في إشارة رمزية أخرى إلى وجود أحياء أمنة في ذلك البلد الذي دخل مسلسل أزمات يحلم شعبه بوضع حد لها.
الرئيس الأوكراني لم يخف إعجابه برمزية الجائزة المهداة إليه عادا إياها رمزا للإيمان بانتصار كييف .. التي تنتظر نهاية لأزمتها، وقال: شكرا على ذلك الدعم والمساهمة في إيصال صوت أوكرانيا إلى العالم.
ولا يعد الرئيس الأوكراني غريبا على عالم الفن فقد سبق له العمل في مجال التمثيل قبل اعتلائه المنصب السياسي، حيث عمل ممثلا كوميديا وأنشأن شركة لإنتاج الأفلام والرسوم المتحركة، وأنتج زيلينسكي وقام ببطولة مسلسل «خادم الشعب» والغريب أنه قام في ذلك المسلسل بدور الرئيس الأوكراني دون أن يعلم أن مستقبله السياسي سيتحول فيه ذلك المنصب إلى واقع يؤدي فيه دورا حقيقيا في فترة من أصعب الفترات التي عاشتها أوكرانيا وشعبها جرَّاء أزمة قاربت العام ودفع شعبها ثمنا باهظا من استقراره وأبنائه في نزاع لا ناقة له فيه ولا جمل.