من قناة السويس إلى مضيق البوسفور تتكرر حوادث أعطال وجنوح السفن الخارجة من الموانئ الأوكرانية تتكرر، وسط مخاوف من تأثيرات محتملة بسبب المواجهة الروسية الأوكرانية.
بعد أسبوع من عطل تعرضت له السفينة «جلوري» التي كانت محملة بخمسة وستين ألف طن ذرة، والتي كانت في طريقها من أوكرانيا إلى الصين، في قناة السويس، وقع حادث مماثل في مضيق البوسفور في تركيا.
السفينة الأولى التي تعطلت في قناة السويس كانت قد انطلقت من ميناء تشورن مورسك الأوكراني، في الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي، وأسرعت هيئة قناة السويس لتعويم السفينة باستخدام قدرات لوجستية حديثة في ساعات قليلة.
لم يكد يمضي أسبوع على ذلك الحادث، حتى كان مضيق اسطنبول في تركيا على موعد مع حادث مماثل تعرضت له سفينة كانت أيضا قد انطلقت من أوكرانيا، فقد أعلنت إحدى وكالات الشحن جنوح السفينة في المضيق التركي.
تسبب جنوح السفينة في تعليق الحركة الملاحية في مضيق البوسفور ولم تفد السلطات التركية – حتى الآن – بوقوع أضرار بسبب جنوح السفينة.
وكالة «تريبيكا» أفادت في وقت لاحق أن السفينة الجانحة تحمل علم الاو، لكن حمولة السفينة لم تتأثر بما حدث، خصوصا وأنها لم تتجاوز ثلاثة عشر ألف طن من الخضراوات.
دفعت السلطات التركية على الفور بفرق الإنقاذ والآليات اللازمة لتعويم السفينة الجانحة والحفاظ على سلامة حمولتها، حيث تتوجه إلى ميناء مرسين التركي على البحر المتوسط ولا تريد تركيا أن تتعرض حمولتها إلى التلف.
وتلقت السلطات تعليمات بضرورة سرعة تعويم السفينة والحفاظ على الحركة الملاحية في مضيق البوسفور، منعا لأية خسائر اقتصادية.
تخشى السلطات أن تتأثر الحركة الملاحية في البوسفور أو تتعرض سمعته الدولية للخطر، لأن تلك الحادثة وقعت بعد أسبوع من إعلان السلطات تعليق الحركة الملاحية في المضيق جرَّاء الأحوال الجوية وكثافة الضباب.
لوجستيا تستهدف الأطراف الدولية الفاعلة الحفاظ على استمرار سلاسل الغذاء وتجاوز تبعات المواجهة الروسية الأوكرانية التي أثرت على أسعار الحبوب في العالم، وتعد حركة الشحن البحري معيارا أساسيا لاستمرار إمدادات الغذاء.
وتقرر تمديد اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا بما يضمن استمرار عمل الموانئ على البحر الأسود لمدة أربعة أشهر، وتضمن الاتفاق المشار إليه توفير حماية كافية للممر البحري. حث عادت عمليات تصدير الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية.
تثير حوادث الجنوح المرتبطة بحركة السفن القادمة من أوكرانيا حالة قلق لدى الخبراء؛ مما يستدعي ضرورة البدء في إجراءات مراجعة فنية شاملة بتلك السفن واختبار قدراتها على الملاحة دون التعرض لأخطار تهدد سلاسل الإمداد.
وتتزايد المخاوف الاقتصادية بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية؛ لأن توفير الممرات الملاحية الآمنة وحده لا يكفي لضمان سلامة سلاسل الإمداد.
وبدءا من منتصف يناير الجاري، وصلت صادرات الحبوب والمواد الغذائية الأخرى من ثلاثة موانئ أوكرانية سبعة عشر مليونا ونصف المليون طن، وفق مركز التنسيق المشترك واتساقا مع مبادرة حبوب البحر الأسود.
ومع استمرار عمل الموانئ الأوكرانية بموجب الاتفاقيات التالية للمواجهة الروسية الأوكرانية تتزايد الحاجة إلى مراجعة القدرات الفنية للسفن العاملة بسلاسل الإمداد.