لم تتوقف الأرض عن الاهتزاز منذ الزلزال التركي المدمر في السادس من فبراير الماضي، كأنه حرك الصفائح الأرضية وأعطى الموافقة للب الأرض أن لا يستقر فتضرب الزلازل شرقا وغربا بقوة كبيرة، حتى ضربت سلسلة من الزلازل مؤخرا أخطر مكان على وجه الأرض.. ماذا حدث في تايوان جعل السكان يهربون للنجاة؟
تحركت الأرض وانسحبت من تحت أقدام سكانها، بسبب الهزات الأرضية المتتالية التي ضربت البقعة الأخطر في العالم كما وصفتها مجلة «إيكونوميست».
أكد مكتب الأرصاد الجوية بتايوان، أن سلسلة من الزلازل ضربت تايوان، بلغت ذروتها بزلزال قوته 5.3 درجة على مقياس ريختر، وقع مركزه في مقاطعة بينجتونج جنوب تايوان، وفقا لما أفادت به تقارير إعلامية
وأوضحت التقارير الإعلامية، أن الزلزال الأكثر قوة، ضرب بلدة “سانديمين”، على عمق 10.3 كيلومتر تحت الأرض.
ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا حتى الآن جراء الزلازل، كما لم تطلق السلطات في تايوان تحذيرات للمواطنين، للإخلاء حيث لم يتسبب الزلزال في وقوع اضرار.
وتسببت سلسلة الزلازل المتتالية التي ضربت جزيرة تايوان في مشاعر قلق وخوف كبيرة لدى السكان، لاسيما أن الجزيرة تاريخها سيئ مع الزلازل.
وتقع تايوان على “حزام نار”، الذي يشهد نشاطا زلزاليا كثيفا ويمتد عبر جنوب شرق آسيا وحوض الهادئ، فهو الأكثر خطورة على الإطلاق بين أحزمة الزلازل، حيث ينشأ به نحو 80% من الزلازل والبراكين في العالم.
وقد تحدث الزلازل في أي مكان بالعالم، لكن هناك عدة مناطق تعد الأخطر، ومن بينها الحزام الناري هو الأكثر خطورة، ويليه الحزام الألبي في المركز الثاني من حيث الخطورة، ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
ويرى علماء الزلازل أنها ممكن أن تحدث في أي مكان في العالم إلا أنها تأتي دائما بنفس النمط في كل مرة، كما أنه لا يمكن توقع موعدها أو مكان وقوعها.
ولتايوان تاريخ سيئ مع الزلازل فكثيرا ما يشهد زلازل يتسبب معظمها بأضرار طفيفة، علما بأن الجزيرة سجّلت في الماضي هزّات أسفرت عن سقوط ضحايا.
فضرب زلزال بلغت قوته 6.4 درجات عام 2018، ما أسفر عن رحيل 17 شخصا ونحو 300 حالة دخلت إلى المؤسسات الصحية.
وفي سبتمبر 1999، كان الزلزال الأضخم حيث ضرب الأرض بقوة 7,6 درجات على مقياس ريختر وتسبب في رحيل نحو 2400 شخص، حيث صنفت أسوأ واقعة طبيعية بتاريخ الجزيرة.
ونتيجة لوضعها السياسي، وصفت مجلة «إيكونوميست» البريطانية الشهيرة فى يوليو الماضى تايوان بأنها «أخطر مكان على وجه الأرض»، لما تمثله من معضلة كبيرة للصين وللولايات المتحدة معا.
ويشهد العالم خلال العام الحالي عددا كبيرا من الهزات الأرضية التي أقلقت العالم كله، كان من ضمنها الزلزال الكبير الذي ضرب دولة اليابان، بقوة 6.1 درجة على مقياس ريختر، والزلزال الذي ضرب الأراضي التركية والسورية، وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه غرب مدينة غازي عنتاب، وامتد أثره إلى سوريا أيضًا نظرًا لقرب مركزه من الحدود السورية التركية.. ليبقى السؤال متى تتوقف الزلازل والهزات الارتدادية عن ضرب الأرض؟