بعد التغيرات التي شهدتها المنطقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتوجه اليوم الثلاثاء، إلى دولة قطر، في أول زيارة رسمية له منذ توليه الحكم في 2014.
بعد اتفاق المصالحة الذي عقدته مصر وعدة دول خليجية مع قطر العام الماضي والذي أنهى مقاطعة بين مصر والإمارات والسعودية والبحرين من جهة وقطر من جهة دامت نحو 4 سنوات بموجب اتفاق العلا الذي وقع في السعودية خلال القمة الخليجية في 2021.
وتأتي الزيارة وسط عدد من التساؤلات حول الملفات التي ينتظر أن تناقش على جدول أعمال القمة المصرية القطرية. فمن المقرر أن تتناول ملفات التعاون المشترك بين البلدين والاستثمار في الأصول المصرية خلال الفترة المقبلة“.
وستتناول أيضا مناقشة المواقف في القضايا محل الاهتمام المشترك بين البلدين، وفي مقدمة تلك القضايا الأزمة الليبية، خاصة مع توجه قطر نحو التوسط بين الفرقاء الليبيين لإنهاء تصاعد الصراع بين جيشي الشرق والغرب.
وأيضاً ستتناول الزيارة ملف القضية الفلسطينية والأوضاع في قطاع غزة“.لكن هل من بين القضايا التي ستناقش ملف الجماعة المحظورة الهاربة.
في هذا الصدد، علق خبير الأمن القومي، اللواء محمد عبدالواحد، قائلا ربما يكون ملف الجماعة المحظورة ضمن الموضوعات المطروحة على طاولة المناقشات، خاصة وأن الدوحة كانت تأوي العديد من عناصر الجماعة وتوفر لهم البيئة المناسبة والمقومات لمهاجمة الدول المصرية وسلطاتها.
وأضاف عبدالواحد في تصريحات له أن مناقشة هذا الملف ستكون في إطار المجال الدبلوماسي فقط، مؤكدًا أن هذا الملف مرتبط بالشق الأمني، والذي من خلاله يتم التنسيق فيه من قبل لجان أمنية متخصصة.
وتابع «عبدالواحد» قائلاً إن هذه الزيارة متعددة الجوانب، مشيرًا إلى أنه سيتم التأكيد فيها على توطيد العلاقات المصرية القطرية في مجالات عدة، فضلا عن إعادة تفعيل اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين.
ونوه عبدالواحد إلى أن قطر من الدول التي لديها استثمارات كبيرة في القاهرة، بالإضافة إلى وحود الكثير من العمالة المصرية في الدوحة، وبالتالي يتوقع أن تعود هذه الزيارة على مصر بنفع كبير.
ولفت إلى أن العلاقات بين الدولتين مرت بفترة حرجة، ولكن كان لابد من تخطي هذه المرحلة وإعادة الثقة بين البلدين مرة أخرى.
كما تطرق اللواء عبدالواحد إلى أن الرئيسين سيناقشان الكثير من ملفات وأزمات المنطقة، وعلى رأسها تأثير الأزمة الأوكرانية على ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، فضلا عن مناقشة الأزمات العربية ومن بينها الأزمة الليبية والعراقية واليمنية، ومحالة تقديم حلول سياسية لها.
وكان أمير قطر قد زار القاهرة في يونيو الماضي، حيث تضمنت زيارته جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس المصري عن العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات والتباحث حول تطورات القضايا السياسية.
وكان استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قصر الاتحادية في شهر يونيو الماضي من خلال الزيارة التي يقوم بها للبلاد، على مدى يومين.
وفي هذه الزيارة تم التوافق على تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصة في قطاعات الطاقة والزراعة، إلى جانب التعاون الاستثماري وتنشيط حركة التبادل التجاري، وما يتعلق بتعزيز تدفق كافة الاستثمارات القطرية إلى مصر.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أنه تم كذلك بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والتنسيق المشترك بين البلدين للتعامل مع مختلف الأزمات التي تمر بها دول المنطقة.
ومن جانبه، كان أعرب الأمير تميم عن تقدير بلاده لمصر قيادة وشعباً، خاصة دورها المحوري في خدمة القضايا العربية وجهودها لتعزيز التضامن العربي، وكذلك السياسة التي تتبعها مصر.