انتشرت مؤخرا صورة غريبة لرائد فضاء في صحراء الجزائر ..أثارت الصورة اهتمام الباحثين ورواد السوشيال ميديا ..ما الذي يفعله هذا الرجل في الصحراء الجزائرية ، وما هي الحكاية ؟ سأحكي لكم في التالي:
شغف غريب ، وميول للبحث عن كل ما هو خارج عن المألوف، حيث أقدم مصور أمريكي على فعل لم يخطر على بال أحد.
إنها سلسلة أعمال تحمل عنوان “مساحة للتجول”، يسعى فيها المصور الأمريكي أندرو ستودر إلى تسليط الضوء على المناظر الطبيعية هنا على كوكب الأرض، التي تبدو وكأنها من “عالم آخر”.
وهذا يتطلب منه بحثا غريبا وشيقا ومرهقا للغاية للتوصل إلى هذه النوعية من الصور، حيث يرصد في صوره أغرب المناظر على سطح الكرة الأرضية والأكثر ندرة ومدعاة للذهول.
فمن مناظر تشبه سطح الكوكب الأحمر في الصحراء الجزائرية، إلى قناديل البحر الشبيهة بالكائنات الفضائية، يجوب ستودر العالم بحثًا عن الأماكن والكائنات التي تجعله يشعر وكأنها من كوكب آخر.
وفي السلسلة، يمكن مشاهدة شخصية رائد فضاء يحاول استكشاف طبيعة هذا العالم الآخر من حوله، ويشرح ستودر قائلاً: “بينما تعرض كل صورة من السلسلة رائد فضاء يستكشف العالم من حوله، ينصب التركيز على هذه الأماكن الفريدة من نوعها، بدلاً من رائد الفضاء”.
وبالتأكيد فمثل هذا المصور يحتاج إلى مصدر إلهام، فيستمده ستودر من شغفه بكوكب الأرض، ويقول: “أشعر أن الكثير من الناس لا يدركون تمامًا مدى خصوصية كوكبنا، وكيف لا يزال هناك الكثير لحمايته”.
وعن بدء هذا الشغف الغريب لديه يقول: نشأت وأنا أرسم المناظر الطبيعية المستوحاة من الكتب وأفلام الخيال العلمي ، ومع تقدمي في العمر، بدأت أدرك أن الأماكن التي أحلم بها كانت في الواقع حقيقية، ولا تقتصر على وحي خيال المؤلفين”.
وعن كيفية اختياره المواقع في السلسلة، يشير ستودر إلى عاملين يجب الالتزام بهما وهما:
الأول، يجب ألا تحتوي الصور على معالم أيقونية، إذ يهدف ستودر إلى التركيز على توثيق الأماكن الأقل شهرة لإثارة تساؤل المشاهد عما إذا كانت هذه الصور حقيقية.
أما الثاني، يجب أن تتوسط الشخصية التي ترتدي بدلة رائد الفضاء هذه المناظر الطبيعية بالفعل، من دون الحاجة إلى إضافتها في الصورة باستخدام وسائل التعديل الرقمي.
وحتى الآن، قام ستودر بتصوير مشاهد السلسلة في كل من إيران، وكندا، وجزيرة جورجيا الجنوبية، والقارة القطبية الجنوبية، وأيسلندا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وصحراء الجزائر.
أما عن شخصية رائد الفضاء، فيشير ستودر إلى أن العديد من متابعيه يعتقدون لسبب ما أنه هو من يرتدي بدلة رائد الفضاء. ولكن في الواقع، يرافق ستودر في رحلاته لتصوير السلسلة مجموعة من أصدقائه، الذين يشاركونه الشغف ذاته بالهدف من وراء السلسلة، ويتطوعون لارتداء بدلة رائد الفضاء خلال عملية التصوير.
وفي أعماق الصحراء الجزائرية، حيث يمكن رؤية تكوينات صخرية فريدة من نوعها على امتداد العين ترتفع عالياً فوق رمال الصحراء وتجعلك تشعر وكأنها قطعة من المريخ حطت على الأرض، وثق ستودر بعضًا من أبرز الصور في السلسلة، حسبما ذكره.
ويواصل ستودر ممارسة شغفه الغريب والمميز ويجوب كافة الدول بحثا عن أغرب المناظر الطبيعية ، مرتديا الزي الغريب لرائد قضاء يجوب الأرض ولا يكتفي بالسماء.