هل تخيلت يوما أن تجتمع البراكين والصواعق معا وأن تسمع بأذنك صوتيهما مجتمعين .. صوتا من شدته يرتجف قلبك ويخيل لك أن الأرض تنهدم مشهد سينمائي بامتياز ولكنه خارج حدود قاعات السينما .. صاعقة السماء وكارثة الأرض تجتمعان لتعلنا معا قرب النهاية .. علامات نهاية العالم ظهرت جلية والكل يترقب خاصة بعد حادثة الرعد الذي ضرب البركان فما القصة وماذا حدث؟
مشهد مرعب
فيديو صورة أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي ولاقى رواجا كبيرا وردود أفعال جعلت الكل في ذهول حيث أظهر الفيديو صاعة برق تضرب فوهة بركان في دولة جواتيمالا تلك البلدة المشهورة بكثرة البراكين النشطة بها والتي تعد وجهة سياحية لعشاق المغامرات .. آثار الفيديو رعب المواطنين حيث ظهرت السماء رمادية اللون وكأنها توشحت السواد واندمج صوت الرعد مع البركان ليطلق صرخة من قلب الأرض ترعب قلوب البشر جميعا صرخة تعلن نهاية البشرية فهل تنتهي الحياة بسبب نشاط بركاني ؟
الفوران البركاني الأصعب على البشرية
في سنة 1815 كانت البشرية على موعد مع أكبر نازلة شهدها العالم وأصعب فوران بركاني مر على الأرض أنه ثوران بركان تامبورا بجزيرة سومباوا (حاليا إندونيسيا) ليتسبب بنازلة استمرت أشهر طويلة بعد فوران البركان … ضحايا فقدوا حياتهم ومدن دمرت بالكامل والتهمها البركان .. مجاعات أنهت حياة العديد من البشر وجعلت الحياة على وشك الانتهاء واستمرت آثار لسنوات طويلة.
الاف الضحايا بسبب الثورات البركاني
اثنا عشر ألف شخصا فقدوا حياتهم فور الفوران البركاني و80 ألف آخرون لحقوا بهم خلال أشهر من بعد الفوران ومئات القرى انتهت وتحولت إلى ركام بالكامل عن بكرة أبيها وآلاف تعرضوا لأوبئة لا علاج لها آنذاك ولنتخيل معا الكابوس الذي واجه السابقون فان صوت البركان وصل إلى مناطق تبعد عنه بأكثر من ألف ميل فما بالك بالقري التي تبعد عنه بعشرات الكيلومترات .. أمر مرعب عاشه الناس .
فور الفوران قذف البركان حمما بركانية كانت تنزل على الناس كالصواعق 10 الأميال من السماء تنال الجميع البشر والشجر والحجر، لا تفرق بين كبير أو صغير .. جميعهم لقوا المصير نفسه .. بركان وصلت شدته إلي سبع درجات حسب مؤشر البراكين ليكن في صدارة النوازل الطبيعية التي شهدتها البشرية.
عام بلا صيف
لم يكن ضحايا البركان فقط ممن نالتهم الحمم البركانية … فملايين البشر كانوا ضحايا ما خلفه البركان من ظواهر غير طبيعية حيث ارتفعت من بركان تامبورا كميات هائلة من الرماد والدخان البركاني المليء بغاز ثنائي أكسيد الكبريت والتي استقرت بالغلاف الجوي .
تسببت كميات الرماد وثنائي أكسيد الكبريت هذه في ظهور تقلبات مناخية رهيبة ألقت بظلالها على البشرية متسببةً في نهاية الملايين حول العالم، حيث أدت هذه الجسيمات المتراكمة بالغلاف الجوي الطبقي إلى ظهور ما يعرف بـ”الشتاء البركاني” الذي يتسبب بانخفاض واضح في درجات الحرارة بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض. على إثر ذلك عاش العالم في حدود سنة 1816 على وقع سنة شديدة البرودة تم تلقيبها بـ”سنة بدون صيف” عام كامل عانت منه الأرض من شتاء قارص متواصل الأمطار الثلجة .. وتجمدت البحيرات ورحلت الطيور والحيوانات وواجهت البشرية أزمة كانت الأصعب عليها منذ فجر التاريخ.
هذا ما تخلفه البراكين للأرض وما تنتظره الأرض فور حدوث فوران بركاني .. نهاية العالم تقترب مع كل فوران بركاني والساعة صفر غير معلومة ولكنها ربما حانت.. فهل هي علامة على نهاية العالم؟