يقول المؤرخون: حلب مدينة يقع أسفلها مدن استخدمها الهاربون والمطلوبون للاختباء من في أثناء الأزمات والصعاب التي تحل بالبلاد، لكن هؤلاء المطلوبون جلبوا معهم كنوزا دفينة وأخفوها في باطن الأرض، واليوم يُكشف عن أحد تلك الكنوز، تابع معنا لتعرف ما الذي وجد أسفل المدينة الشهباء.
صندوق خشبي عتيق ظل قابعا في أحد البيوت الحلبية لمدة 100 عام منتظرا من يكشف سره، وما بداخله من كنز.
هذا السر لا يعلم به سوى أفراد العائلة الذين أخبروا بكتمه عن الناس وتوارثه جيلا بعد جيل كي لا يضيع.. كنز أبكر الأرمني
ترجع قصة الصندوق لصاحبه “أبكر كناجيان” والذي عاش في فترة صعبة مليئة بالنزاعات، قرر الهرب من مدينته هو وزوجته وأطفاله خوفا من الأتراك، لكنه مع ذلك لم ينس أن يحمل معه صندوقه الثمين.
كان صندوقا خشبيا واعتبره أبكر كنزه الوحيد، وبعد وفاته حافظت أسرته على الصندوق مغلقاً في مكان أمين، وتم توارث السر أباً عن جد.
وقبل أن يفارق الحياة قرر أبكر ترك الصندوق أمانة في عنق ابنه، وعندما أنجب ابنه ولدا كرر ما فعله أبوه معه ونقل الأمانة له، وهكذا استمر الصندوق بسره ينتقل بين الأجيال من جيل إلى جيل.
إلا أن العائلة أجبرت على السفر خارج سوريا، وبقي الصندوق وحيداً تحتضنه حجارة المدينة وتحميه منتظرةً أصحابه، إلى أن أتت حفيدة أبكر واسمها سونا تاتويان بعد اغتراب طويل لتبحث عن صندوق جدها.
استمر البحث حتى تكلل بالنجاح أخيرا بعد عثورها على الصندوق القابع في حي الأرمن بحلب سليماً وصامداً، لتظهر محتوياته للمرة الأولى للعالم، وهي عبارة عن أكثر من 150 قطعة سليمة من الدمى الخاصة بمسرح كراكوز وعيواظ التي لا تقدر بثمن، وعمرها يتخطى الـ 104 أعوام.
وعند سؤالها إذا ما كانت تعتبر كنز أبيها كنزا أرمينيا أم سوري؟ أجابت: “نحن سوريون وأول ما فعلته عند وصولي إلى سوريا، هو تقديم طلب لاستلام هويتي الشخصية السورية”.
أهمية الدمى تكمن في أنها شاهد على حقبة تاريخية تعود ل104 عام، كانت حينها البديل الوحيد عن السينما، ولاحقاً التلفزيون، اللذين لم يكونا اخترعا بعد.
وتلك الدمى مصنوعة من من جلد الجمل الذي يعالج ويشكل ويقص على شكل رجال ونساء وحيوانات و يلون بألوان طبيعية يدوياً، كما أن هذه الدمى تتميز بوجود مفاصل حركة لها، تجعلها تتحرك بسهولة بعد تعليقها بعصي خشبية لتقدم عروضاً مسرحية شعبية.
ولا يوجد في العالم أجمع مجموعات كبيرة باقية من هذه الدمى، قبل اكتشاف صندوق أبكر، وما كان موجوداً من الدمى هو ما يعد على الأصابع، ولم يكن موجودا منها سوى بعض التسجيلات فقط التي حملها الأرشيف السوري الخاص.