تخيل ان تستيقظ لتجد نفسك وحيدا وسط المحيط الهادي وسط الأمواج المتلاطمة. بطول المباني الشاهقة ولمده 40 يوما انت في وحدة وفراغ الى ما لا نهاية كيف ستنجو من مثل هذا الموضوع خصوصا إذا كنت امرأة، سأحكي لكم الحكاية .
تامي امرأة أمريكية شابة جميلة تعشق الإبحار والقيام بالرحلات البحرية تعرفت على خطيبها في احدى الرحلات البحرية
وانجذبوا إلى بعضهم البعض ونشأت قصة حب بينهم وتمت خطبتهم وذلك عندما طلب الشاب يدها في احدى الرحلات البحرية التي كانوا يقوموا بها معا اثناء مواعدتهم لبعضهم البعض.
ولأن البحر كان شاهد على قصة حبهما فقرر أن يتم الزفاف على سفينة بحرية لكن القدر لم يمهلهما ان يحققوا هذا الحلم فما حدث لهما كان أبشع من أن يتصوره عقل او يتخيله انسان.
حيث في يوم ما كان يخططان لعمل رحلة بحرية فاقترح عليهم صديق لهم ان يأخذوا مركبه بدلا من أن يقوما باستئجار مركب
وطلب منهم أن يقوموا بإنزاله في طريقهما إلى إحدى المدن أثناء رحلتهم البحرية ورغم أن الرحلة كانت طويله أكثر من 4000 ميل لكنهم وافقوا على الفور واخذوا المركب.
لم تعلم تامي بأنها ستندم على القيام بهذه الرحلة المخيفة وبدأوا بالفعل بالإبحار بمركب صديقهم، لاحظت تامي وخطيبها بأن السماء مغيمة تماما وهذا كان بعد مرور ثلاثة اسابيع من ابحارهم وتوصيل صديقهم وهذا معناه وجود عاصفه رعديه كبرى في الطريق، وأصبحت الرياح سريعة جدا.
حاولوا بكل ما لديهم الخروج من مسار العاصفة لكنهم لم يستطيعوا وأدركوا أنهم أن يستطيعوا الخروج منها لا محالة خصوصا بان العاصفة كانت قادمه بسرعة رهيبة خرجت السفينة عن السيطرة وكانت العاصفة تدفعهم إلى الأمام بدلا من الهروب منها استسلمت تامي وخطيبها.
وبدأوا يطلبون من الله أن ينقذهم من هذا الوضع ويتوسلون إليه بلغ ارتفاع الامواج 44 مترا والهواء كان عبارة عن عاصفة وأصبحت العاصفة كابوس.
طلب منها خطيبها أن تختبئ في الطابق السفلي والبسها جاكيت النجاة الوحيد الموجود على القارب وظل هو موجود على السطح يحاول انقاذ الموقف بأي طريقة.
أغلق عليها باب الطابق السفلي وكانت المفاجأة عندما هوت السفينة إلى ارتفاع عالي بسبب الأمواج ثم اسقطتهم بشكل سريع ومخيف.
سمعت تامي صوت خطيبها وهو يصرخ، وكان هذا آخر شيء سمعته تامي قبل ان تصاب بالإغماء، عندما استيقظت تامي وجدت خطيبها قد اختفى وأدركت أنه بالتأكيد قد تعرض للغرق وأنها ستواجه نفس مصيرها إذا لم تخرج من هذا القارب حاولت استخدام مهاراتها البحرية وتفكر كيف ستنجو من هذا الموقف
حولت تامي بقايا السفينة المتحطمة إلى قارب وبدأت تبحث عن أقرب يابس تستطيع الوصول إليه، جامعه بقايا الطعام الموجودة على السفينة وكانت تأكل بحذر حتى لا ينتهي وتواجه الجوع الشديد.
وبعد 41 يوما من الصمود ورفض الاستسلام بدأت الظروف تبتسم لها عندما وجدت أخيرا جزيرة مأهولة بالسكان لم تصدق ان قدماها اخيرا تطأ الرمال فقد اعتقدت أن حياتها ستنتهي في المحيط نقلت إلى المستشفى على الفور لأنها كانت تعاني من الجفاف الشديد وإصابات خطيره من أثر ما مرت به.
شعرت تامي بالحزن الشديد بسبب فقد خطيبها، لم يجدوا جسد خطيبها الذي بالتأكيد تعرض للغرق وفقد في المحيط الهادي، ودخلت تامي في مرحلة من الاكتئاب الشديد إثر وفاه خطيبها
لكنها قررت ان تخلد قصه حبهما فقامت بكتابه رواية تناولت فيها كل ما تعرضت له وتحولت الرواية إلى فيلم هوليوودي شهير
وبعد فتره من الوقت استطاعت ان تقابل رجلا اخر وتزوجته وانجبت بنتين وأصبحت حياتها مستقرة وسعيدة.
تذكر دائما أن الحياة مثل الإبحار في محيط قاسي والحب هو ما يجعلنا نواجه الرياح والأزمات التي تعصف بها