لنفكر معا ماذا لو لم يعد للبحر المتوسط وجود وماذا لو تم تجفيف مياهه وبناء السدود حسناً إنها الفكرة الأكثر جنوناً في التاريخ مشروع اتلانتروبا سأطلعكم على مزيد من التفاصيل تابعونا
فكرة ألمانية مجنونة
مشروع لم يكتب له النور طرح من المهندس الألماني هيمان سورجيل عام 1928.
فقد كانت اوروبا قد خرجت من الأزمة العالمية الأولى.
وكانت فكرة المشروع هي تجفيف البحر الابيض المتوسط وطبعا تحقيق هكذا انجاز جبار كان سيحتاج الى امكانيات ضخمة من الموارد.
و بالتالي ستتعاون امم اوروبا وتنشغل بالعمل معا فتقل حدة سباق التسلح وتطغي روح التعاون.
و من جهة اخرى سينتهي السباق الاستعماري و التوسعي نظرا لكون المشروع سيضمن توفر مساحات ضخمة من الاراضي الجديدة.
تجفيف البحر ليساوي اليابسة
وكان المشروع يطمح الى خفض مستوى سطح البحر المتوسط مما يوفر ما يقارب 600 الف كم مربع من اليابسة.
وهو ما يوازي المساحة الكلية لدولة فرنسا. فكان مشروع سورجيل يحتاج مبدئيا ما بين 200 الف الى مليون عامل و قال انه يمكن انجازه خلال 10 اعوام.
إقامة سدود كثيرة
وكان أساس الفكرة يكمن في اقامة سد عند مضيق جبل طارق لاغلاق البحر المتوسط تماما. وكان المقترح ان يكون تصميم السد بشكل الحدوة اضافة الى سد اخر عند مضيق الدردنيل لايقاف تدفق مياه البحر الاسود.
وايضا اقامة سدود بين جنوب ايطاليا و صقلية وتونس و ذلك لكي ينقسم وينفصل البحر الى جزء شرقي و غربي فيسهل تجفيفه.
ويتم توليد طاقة كهرومائية اضافة الى ذلك سيسمح السد بانشاء طريق بري بين القاراتين. والمشروع تضمن ايضا انشاء سد على نهر الكونغو لتشكيل بحيرة افريقية عملاقة لضمان التغذية المائية لمنطقة حوض تشاد و الصحراء الكبري. وحفر نيل جديد يمتد الى ما تبقى من المتوسط.
اضرار ومساوئ كثيرة
وبعيدا عن انه مشروع يؤكد هيمنة الجيران الشماليون على الجنوبيون. كان هناك ضرر سيلحق بالبيئة من خلال نفوق وانقراض إعداد كبيرة من الكائنات البحرية والاسماك المتوسطية.
للمشروع اضرار ومساوئ اخرى ابرزها ان الاراض الجديدة من المحال ان تستصلح زراعيا او لاي غرض ما بسبب انها ستكون عبارة عن اراضي ملحية. الا اذا كنت محبا للطعام المملح فهو مفيد لك بلا شك!
و لن يستفاد من المشروع زراعيا عكس ماهو مفترض. وايضا ستحول مناخ دول جنوب اوروبا الى شبه صحراوي نظرا لقلة السحب الممطرة وستكون الحرارة قاسية.
بالاضافة ان المشروع غير مضمون مع ان سورجيل راعى كافة احتياطات و ضمانات السلامة الا انه مشروع ضخم و لا يضمن نجاحه مئة بالمئة خصوصا في ذلك العهد.
ونتيجة لكل هذه الاسباب مجتمعة قامت الامم الاوروبية برفض المشروع نظرا لمخاطرة وقلة الاستفادة منه لو نجح ايضا مقارنة بالخسائر والتكاليف. وربما لو نجحت أتلانتروبا لكان العالم أكثر تطورا بالوقت الحالي بسبب الطفرة الكهربائية انذاك بالقارة العجوز.
ولربما تم ربطنا بأحمال كهربائية من صحراء نابولي الان. ولكن بالمقابل فانه سيكون المناخ صعب على الجميع والبحر المتوسط سيكون عبارة عن بحيرة مصغرة لكن سيتوفر لنا الكثير من الملح.