أثار قرار استقالة ليز تراس، من رئاسة الحكومة البريطانية، فوضى سياسية وحالة من الجدل الكبير بين مؤيد ومعارض لقرارها في البلاد فما القصة؟
أعلنت ليز تراس، استقالتها بعد ستة أسابيع فقط من رئاسة الحكومة حيث قالت تراس أمام مقر رئاسة الحكومة في لندن إنه في ظل الوضع الحالي لا يمكن الاستمرار في المنصب الذي انتخبها حزب المحافظين من أجله.
وجاء اعتذارها عن استكمال مهامها كرئيسة لوزراء لبريطانيا، بعدما واجهت ليز تراس ضغوطا كبيرة للاستقالة، خاصة بعد فشل الموازنة المصغرة التي أعلنتها قبل أسابيع، والتي أدت إلى ترنح قيمة الجنيه الإسترليني وخسائر اقتصادية لم تعرف بريطانيا مثلها منذ عقود.
وباستقالة ليز تراس، طالب حزب العمال المعارض إلى انتخابات عامة في بريطانيا فورا لإصلاح الضرر في البلاد، بينما دخل حزب المحافظين في حالة من الجدل الشديد بين مؤيدين لقرار الاستقالة، ويرون أن الحزب الحاكم سيخسر على المدى البعيد تحت قيادتها، وبين معارضين لتلك الخطوة وهم يرون أن ذلك القرار من شأنه زعزعة ثقة الناخبين في حزب المحافظين بسبب تغيير رئيس الحكومة لعدة مرات متوقعين بذلك أن الانتخابات العامة عام 2024 لن تكون لصالح الحزب الأزرق.
وبعد الإعلان عن أن عملية اختيار رئيس وزراء جديد ستكون خلال أسبوع، وفقًا لما قاله جراهام باردي رئيس لجنة 1922 المسؤولة عن تنظيم استقبال طلبات الترشح لزعامة المحافظين وإعلان الفائز ، جاءت التوقعات بين أروقة مجلس العموم عن عم سيخلف ليز تراس، حيث إن عملية اختيار زعيم جديد لحزب المحافظين تتم أولا من قبل نواب الحزب ومن ثم يأتي دور أعضاء الحزب البالغ عددهم نحو 200 ألف عضو، ليفاضلوا بين مرشحين اثنين فقط.
أما عن من سيخلف البلاد، فجاء المرشح الأول وهو وزير الخزانة الحالي جيرمي هانت، والذي يحظى باحترام وشعبية واسعة داخل الحزب، كما أنه حاول أن يصبح زعيما لحزب المحافظين مرتين، وشغل سابقا مناصب وزير الخارجية والصحة والثقافة.
أما المرشح الثاني والذي يعد مفاجأة للجميع، فهو بوريس جونسون، حيث قال ستيفن سوينفورد، محرر الشؤون السياسية إن بوريس جونسون يخطط بالفعل لإعلان ترشحه والعودة لرئاسة الوزراء.
والمرشح الثالث مستشار الخزانة ريشي سوناك، والذي سبق وحذر من أن خطط ليز تراس لخفض الضرائب غير واقعية كما أنها ستدفع الاقتصاد إلى السقوط الحر، وتذهب الكثير من التحليلات لترشيح ريشي سوناك، ليكون رجل المرحلة بالنظر لخلفيته الاقتصادية، وهي الخبرة التي تحتاجها البلاد في هذه الظروف العصيبة.
وتعتبر بيني موردونت زعيمة المحافظين في البرلمان في المركز الرابع من الترشيحات، ومن الأسماء الحاضرة وبقوة للمنافسة على هذا المنصب، إلا أن كثيرين يقولون إن المناصب التي سبق وشغلتها تجعلها غير قادرة على التعامل مع هذه الأزمة السياسية.
والمرشح الخامس هو وزير الدفاع بن والاس، الذي يحظى باحترام كبير بفضل ما قام به من تحديث للجيش البريطاني ورفع ميزانية الدفاع وتزويد أوكرانيا بالمعدات، على الرغم من إعلانه في أكثر من مناسبة أنه لا يطمح لمنصب رئاسة الوزراء فإن ضغوطا تمارس عليه داخل حزب المحافظين وتطالبه بالترشح للمنصب.
والمرشحة السادسة هي كيمي بادنوش، وكانت أحد النواب الذين حاولوا دخول سباق خلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون، لكنها سقطت بعد الجولة الرابعة.
وأنت برأيك من الأحق فيهم لبرئاسة الحكومة البريطانية؟