الأرض تهتز وتنسحب من تحت أقدامها في كل حركة تثير مشاعر الخوف والقلق لدى الملايين من السوريين والأتراك، بعد أحداث زلزال الإثنين الأسود، الذي تسبب في دمار واسع.. ماذا حدث في سوريا بالذكرى الأربعين لزلزال السادس من فبراير؟
سجل المركز الوطني للزلازل في سوريا، اليوم الأحد، 29 هزة أرضية تراوحت قوتها ولكنها لم تزيد عن4.1 درجة على مقياس ريختر خلال الـ24 ساعة الماضية.
ولفت المركز إلى أن الوضع الحالي للهزات الأرضية يتراوح بين هزات ضعيفة إلى متوسطة، حيث لم يتم الوصول إلى حالة الاستقرار التكتوني بعد.
لتكون تلك الهزات الأرضية، استمرارًا لعاصفة الزلازل التي لم تتوقف منذ زلزال السادس من فبراير الماضي، حيث ضرب زلزال مزدوج منطقة كهرمان مرعش جنوبي تركيا، الأول بقوة 7.7 درجات، والثاني بقوة 7.6 درجات، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية، والذي سبب خسائر فادحة.
وتأثر نحو 23 مليون شخص بالزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، كما قدر “البنك الدولي” أن خسائر أنقرة جراء الزلزال المدمر بلغت نحو 34 مليار دولار، بالإضافة إلى الخسائر البشرية ورحيل نحو 50 ألف ضحية، وتم تسجيل انهيار وتضرر نحو 173 ألف مبنى، بالإضافة إلى أن تداعيات الزلزال الأخرى.
كل ذلك يأتي في وقت أكد فيه خبير الزلازل الهولندي، فرانك هوجربيتس، أننا وفق نظريته على موعد مع تقارب للهندسة الكوكبية في الفترة من 15 إلى 17 مارس، وبالتالى وجود نشاط زلزالي كبير خلال الفترة من 16 إلى يوم 19 مارس.
وهو ما حدث خلال الأيام الماضية، حيث تعرض عدد من الدول العربية ودول شرق المتوسط، لزلازل متتالية ولم تتوقف الأرض عن الاهتزاز خلال هذه الفترة.
ومع توقعاته المستمرة، التي وصفها البعض أنها مثل نعيق الغراب، فلا يفتح فمه بالخير أبدا فدائما يتحدث عن دمار قادم وأرض تهتز، تلقى العالم الهولندي الانتقادات والاتهامات بإثارة الذعر حول العالم.
وكان قد حذّر مراراً من أنشطة زلزالية مدمرة، وذلك بناءً على نظريته التي تربط بين تحرك الكواكب واصطفافها وتأثيرها على الأرض، وأن حركة الكواكب تؤثر على نشاط الزلازل على الأرض.
وتوقع خلال شهر مارس الجاري نشاط زلزالي كبير منذ بداية الشهر، لاسيما مع اصطفاف الكواكب مع الأرض، خاصة كوكب الزهرة.
وروج العالم الهولندي المثير للجدل لنظريته، قائلا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، لقد حان الوقت للتخلي عن نظام معتقد قائم فقط على نظرية عمرها 300 عام والبدء في تبني نظريات جديدة تضم أيضا المجالات الكهرومغناطيسية للكواكب.
ولم يفوت العالم الهولندي الفرصة، من أجل التحذير من نشاط زلزالي أقوى في الأيام القادمة، لافتًا إلى أنه وفق نظريته يمكن أن يحدد وقت تقريبي لوقوع الزلازل بكل سهولة، لكن لا يمكنه تحديد مكان وقوعها.
وفي الوقت الذي يروج فيه العالم الهولندي لنظريته، أكد العديد من الخبراء أنه لا يمكن التنبؤ بتاريخ وقوع الزلازل على الرغم من إمكانية تحديد مكانها استناداً إلى تاريخ المناطق وموقعها على صفائح النشاط الزلزالي حول العالم.
وكانت تنبؤات خبير الزلازل الهولندي، قد تسببت في مخاوف كبيرة، لاسيما بعد أن تنبأ عدة مرات بحدوث زلازل أو هزات قبل وقوعها بالفعل خلال الأسابيع القليلة الماضية، أبرزها كان زلزال الإثنين الأسود الذي ضرب تركيا في 6 فبراير، وتسبب في سقوط أكثر من 51 ألف ضحية ما بين تركيا وسوريا، إضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين والمشردين.