صراع وتوتر في الأجواء، عملاء سريون في كل مكان، وفيات أسبابها مجهولة، وشخصيات مهمة تتساقط كالذباب، بل حتى الحمام في السماء لم يعد بريئا.
أمريكا ضد الاتحاد السوفيتي، صراع في السماء وعلى الأرض وفي باطنها، نزاع استخباراتي وصل قمته وجواسيس الدول الكبرى منتشرون في كل بقعة من بقاع الكوكب.
مرحبا بك، أنت الآن في خمسينيات القرن الماضي، حيث يشتد الصراع الصامت بين الدول الكبرى، كان لذلك الصراع أدواته، وسنتعرف اليوم على أكثر الاختراعات جنونا وابداعا في ذروة نزاع الجواسيس بأوروبا.
أحمر الشفاه
أحمر الشفاه السوفيتي يعتبر أيقونة من أيقونات النزاع البارد في خمسينيات القرن الماضي، ويرجع انتشاره في الأساس كمحاولة من السوفييت لحماية عملائه النساء الموزعات في مختلف بلدان العالم.
وهنا تفتق العقل الروسي عن فكرة مدهشة، أحمر الشفاه، يبدو من الخارج كأي أحمر شفاه رأته عيناك من قبل، لكن إذا تجرأ واقترب من حاملته عميل أمريكي فإنه سيغافله عيار 4.5 سيودي بحياته على الفور.
المظلة البلغارية
إبداع الجواسيس في إنهاء حياة بعضهم البعض لا يعرف حدودا، ومن أهم الأمثلة على ذلك المظلة البلغارية، بتصميم في منتهى البساطة يشبه أي مظلة أخرى، وهي في الحقيقة لا تكاد تظهر بينها وبين أي من نظيراتها أية فروق تذكر إلا عندما نلقي نظرة على رأسها المدبب السام.
فإذا شق هذا الرأس المدبب الحاد، لن تشعر بشيء بل إنك في الغالب لن تذهب إلى المستشفى لترى ماذا حدث وستظن أن أحدهم قد جرحك بالخطأ، لكن الأمر أخطر بكثير مما تظن.
المنشق البلغاري جورجي ماركوف تعلم هذا الدرس بالطريقة الصعبة وفقد حياته جراء ذلك، كان ماركوف ينتظر حافلة على جسر واترلو بلندن في ثم شعر بوخزة في فخذه، نظر ماركوف إلى الوراء ليرى رجلا يركض حاملا معه مظلة استقل سيارة أجرة وهرب.
لم يعر ماركوف للطعنة انتباها، وذهب ليكمل عمله وعندما عاد إلى منزله شعر بمرض شديد وذهب إلى المستشفى، وبعد 4 أيام لقى حتفه بالمستشفى مسموما، ولم يُعْلم إلى الآن من المتسبب الأول في وفاته، لتسمى بعد ذلك بالمظلة البلغارية تيمنا بالمعارض البلغاري الذي قضى حياته بها جورجي ماركوف.
لكن ترى ما هي أغرب الطرق التي تجسست بها الولايات المتحدة على الاتحاد السوفيتي؟
الحمام والغربان
بعض أنواع الحمام يمتلك ميزة خاصة، وهي أنه يعود إلى منزله مهما طالت مسافة سفره وإذا جمعنا هذا مع ميزة السفر لمسافات طويلة، فإنه قد أصبح بحوزتنا أداة استخباراتية مذهلة بين أيدينا.
وهذا ما قامت به وكالة الاستخبارات الأمريكية، والتي أوضحت وثائقها السرية أنه تم تدريب الحمام للقيام بمهام سرية تتمثل في تصوير مواقع حساسة داخل الاتحاد السوفييتي.
وعادت أكثر من ألف حمامة تحمل رسائل من بينها تفاصيل مواقع إطلاق ومحطات رادار ألمانية. كما استخدمت الغربان لإسقاط أجهزة التنصت على حواف النوافذ، ودربت الدلافين على مهمات تحت الماء، لتثبت لنا النزاعات العالمية مرة أخرى أن تفنن البشر في القضاء على حيوات بعضهم البعض لا يعرف حدودا.