قنديل البحر الأزرق السام حل ضيفًا جديدًا على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك في مصر. من خلال صورة نشرتها صفحات تقول أنه “اقتحم شواطئ الساحل الشمالي” لمصر. لكن ما مدى صحة الأمر وهل بإمكانك السفر أم ستكون عرضة للخطر؟
البداية كانت مع صفحتين بعنوان “الصفحة الرسمية الطقس في مصر” و”رصد طقس مصر”. اللتين نشرتا صورة واحدة بتعليق واحد وهو “القنديل الأزرق السام المعروف باسم رجل الصراعات البرتغالي، يقتحم الساحل الشمالي”.
ورغم انتشار هذه الصورة على نطاق واسع، إلا أن وزارة البيئة المصرية لم تنشر أي تعقيب حتى الآن. ولكن بتتبع مسار الأخبار المرتبطة بهذا النوع من قناديل البحر يتضح أنه في يوليو 2017 انتشر خبر مشابه.
وأصدرت وزارة البيئة المصرية حينها، بيانًا نفت فيه وجود “قنديل البحر الأزرق” السام في شواطئ مصر. وبيان وزارة البيئة المصرية وقتها أكد أن هذا النوع من “قناديل البحر” تم تسجيل ظهوره مرة واحدة في البحر المتوسط على شواطئ إسبانيا عام 2010، ولم يظهر مرة أخرى حتى وقت البيان وقتها في 2017.
وأعلنت الجهة الحكومية المصرية حينها، أنه تم الكشف عن نوعين جديدين من قناديل البحر. والنوع الأول مسجل في مياه البحر المتوسط منذ عقود، وكلاهما غير سامين.
وكتب الدكتور علاء حموده، أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على صفحته، أن “القنديل الأزرق” موجود بكثافة في المياه المصرية، وهو مختلف تماما عن “”القنديل الأزرق السام المعروف باسم رجل الصراعات البرتغالي”.
علاء حموده، وهو أيضاً غواص مصري محترف، أكد أن “قنديل البحر السام المقصود، لونه ليس أزرق من الأساس. أما النوع الأزرق المتداول صورته، موجود في مصر هو أقل ضررا من النوع الأبيض المعروف”، ونشر صورة للفرق بين النوعين.
ورغم أن وزارة البيئة المصرية لم تصدر بيانا حتى الآن لتؤكد أو تنفي وجود هذا النوع السام من القناديل. إلا أنه بالنظر إلى الصورة المتداولة مقارنة بصور قنديل البحر الأزرق السام. يتضح أن لون الأخير فاتح نسبيا ومائل إلى أن يكون شفافا، وله ما يشبه زعانف السمك ومخالبه أو مجساته زرقاء، بعكس الصورة المتداولة في صفحات فيسبوك، والتي تظهر لونه أزرق بالكامل.
كذلك، أشار مصدر مسؤول في وزارة البيئة المصرية إلى أنه لم يرد إلى الوزارة أي شكوى أو بلاغ بخصوص هذا النوع من القناديل، وأن هيئة علوم البحار في محافظة الإسكندرية شمال هي المسؤولة بالتقصي والإعلان في حالة ظهوره.
ومن جهته، قال الدكتور سامح الكفراوي رئيس قسم علوم البحار بهيئة “الاستشعار عن بعد” إن هذا النوع من الصعب تواجده في المياه والسواحل المصرية.
لكن مع التغيرات المناخية الراهنة، فإن الاحتمالات كافة ممكنة. وبحسب موقع منظمة أميريكان أوشنز فإن هذا النوع لا يعتبر قنديلا، كما أنه لا يسبح ولكنه يستخدم الرياح وتيارات المحيطات.
وتمت تسميته بهذا الاسم لتشابهه مع السفن العسكرية البرتغالية في القرن الـ18، ويصل طوله إلى 15 سنتم، ومخالبة أو مجساته إلى 50 مترا.
كما أن الصور والمقاطع المصورة كافة لهذا النوع السام توضح أنه لا يمكن حمله بالأيدي، ولكن يتم تصويره في البحر أو الرمال.
وبحسب الموقع، يعيش القنديل الأزرق السام في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية الأكثر دفئا، ولكن يمكن العثور عليه في المحيط الهندي والمحيط الهادئ والمحيط الأطلنطي ومنطقة البحر الكاريبي.
كما يعتبر بحر سارجاسو هو واحد من موائلهم المثالية، ولا يعيش في المحيط المتجمد الشمالي. كما يعيش في الولايات المتحدة في المياه التي تمتد من خليج المكسيك إلى فلوريدا وحتى ساحل المحيط الأطلسي.
ففي النهاية قنديل البحر الأزرق السام غير موجود في مصر. في المقابل، هناك نوع من القناديل الزرقاء الموجودة في مصر، وتظهر مع ارتفاع درجات الحرارة على سطح البحر، ثم تعاود الاختفاء من تلقاء نفسها، مع تراجع درجات الحرارة مرة أخرى، وهي نوع غير سام.
فيمكنك الآن أن تسافر بمنتهى الأريحية ونتمنى لك أجازة سعيدة دون لدغات قناديل البحر.