بعد جهود عربية حثيثة قادتها مصر والسعودية، بات الحلم العربي بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وإنهاء عزلتها السياسة أقرب من أي وقت مضى.
ماذا حدث في أروقة اجتماع جدة بشأن سوريا؟ وهل ستحضر سوريا القمة العربية المقبلة في السعودية؟ وما الشروط العربية لعودة دمشق إلى البيت العربي؟ كل هذا وأكثر نقدّمه في التقرير التالي:
اجتمعت تسع دول عربية في مدينة جدة السعودية لمناقشة إنهاء العزلة الدبلوماسية لسوريا، وشارك في الاجتماع ممثلو دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مصر والعراق والأردن.
وشارك في الاجتماع إلى جانب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح ووزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
كما حضر الاجتماع وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيراه الأردني أيمن الصفدي والعراقي فؤاد حسين، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش.
وطالب البيان الختامي للاجتماع التشاوري بجدة، بوحدة سوريا وإعادتها لمحيطها العربي، كم أكد المجتمعون أن الحل السياسي هو الوحيد للأزمة السورية.
وكانت العضوية السورية في جامعة الدول العربية، قد تم تعليقها بسبب طريقة تعامل دمشق مع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2011، وما تبعها من صراعات أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص، كما أُجبر حوالي نصف تعداد سكان سوريا على ترك منازلهم.
وفي غضون ذلك، لقي قرار التقارب مع دمشق مزيدًا من التأييد في أعقاب القرار الذي اتخذته كل من طهران والرياض، الشهر الماضي، باستئناف العلاقات بين البلدين.
وسيعرض أي قرار بشأن إعادة مقعد سوريا إلى جامعة الدول العربية أثناء الاجتماع القادم للجامعة في 5 مايو المقبل.
إلى ذلك، وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الأربعاء الماضي، إلى جدة، في أول زيارة من نوعها منذ بدء النزاع السوري.
كما بحث المقداد ونظيره السعودي الخطوات اللازمة لإنهاء عزلة دمشق، وهو ما اعتبره مراقبون أحدث مؤشر على انخفاض حدة التوترات مع سوريا.
وصدر في ختام زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إلى السعودية، بياناً مشتركًا سعودياً سورياً، أكد أن الجانبين اتفقا على أهمية حل الصعوبات الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا.
بالإضافة إلى تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم وإنهاء معاناتهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.
وبحثا الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.
بدوره، وصف الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، اجتماع جدة بأنه اللقاء الفاصل، معرباً عن اعتقاده بأن الأجواء مهيأة أكثر من أي وقت مضى لحضور سوريا القمة العربية المقبلة في الرياض.
ورغم أنه لا تزال هناك ممانعة من بعض الدول العربية، فإن هناك مؤشرات وصفها عز العرب بـ”الجادة” بشأن إمكانية إحداث تحول في المواقف خلال اجتماع جدة.