بعد أشهر من الأزمة الروسية الأوكرانية، يخشى العالم مواجهة جديدة قد تؤدي إلى مزيد من التهديد لاستقراره جرَّاء صدام محتمل، يُخشى أن يكون «بلا نهاية».
أصبح شبه الجزيرة الكورية قاب قوسين من مفاجآت صعبة، أمام تصعيدٍ متبادلٍ تقود الولايات المتحدة الأمريكية دفته، بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.
ترى كوريا الجنوبية أن تصرفات الجارة الشمالية باتت مثيرة للريبة أمام تجارب المقذوفات المتوالية والتي لا تكاد تهدأ أياما حتى تندلع أخرى. وتبدي كوريا الجنوبية تحفظات على جميع التجارب التي تقوم بها بيونج يانج وهي التحفظات التي تراها الولايات المتحدة الأمريكية «مشروعة» أمام انغلاق الأفق السياسي بشأن الخلافات المثارة بين الجارتين.
التوافق الأمريكي على خطر التجارب الكورية الشمالية تطوَّر إلى مزيدٍ من الدعم الذي تقدمه واشنطن إلى الجارة الجنوبية، وقررت الولايات المتحدة نشر قاذفة نوعية ضمن تدريبات جوية نوعية بين كوريا الجنوبية وواشنطن، الأمر الذي تراه كوريا الشمالية استفزازا قد يكتب نهاية الجارة المستفزة ويدفع إلى «ضغط زر»، تظهر سر قوة الشفرة النووية لبيونج يانج. .
توقيت نشر القاذفة الأمريكية جاء بعد ساعات من قيام كوريا الشمالية بعملية إطلاق مقذوفات مصنفة عسكريا بأنها «عابرة للقارات». وهي التي استنفرت تحركات الولايات المتحدة لحماية كوريا الجنوبية الحليفة لواشنطن.
«تم إجراء تدريب جوي مشترك بشأن تشغيل القاذفة الاستراتيجية بي-1بي، التابعة للقوات الجوية الأمريكية والتي أعيد نشرها في شبه الجزيرة الكورية» كانت تلك خلاصة بيان صادر عن كوريا الجنوبية التي لا تزال ترى التجارب الكورية الشمالية خطراً محدقاً بالسلم والأمن في شبه الجزيرة الكورية.
بحسب خبراء، تأتي التدريبات الجوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية، في سياق إجراءات «الرد الحذر»، على ما وصفه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ بالقدرات القصوى لبلاده التي تأكد منها في آخر عملية إطلاق مقذوفات.
كيم قال إيضاً، إنَّ المقذوفات تم تطويرها كما أن لديه «عتادا عسكريا آخر» – لم يفصح الزعيم الكوري الشمالي عن نوعه – لكنه قال: «إن ذلك العتاد موثوق به ولديه قدرات قصوى ويمكنه احتواء التهديدات الخارية».
كيم واصل بث رسائله شديدة اللهجة قائلاً: إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها عليهم أن يكونوا على حذر من الإجراءات الاستفزازية التي يقومون بها والتي ستؤدي إلى نهايتهم».
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية فرض سياسية «تقليم أظافر كيم»، لكن الزعيم الكوري الشمالي دأب على مفاجأة واشنطن من حيث لا تدري، في كل مرة تنتوي فيها تحييد تهديداته بتجارب عسكرية جديدة، حيث يوقن كيم بأنَّ ثمة مخطط مدروس يستهدف «غزو بلاده».
وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية بثت تحليلاً مفاده، أن عملية إطلاق المقذوفات «هواسونغ 17» من الطراز الجديد، تحمل أهمية قصوى على صعيد حماية الأمن القومي للبلاد، ورأت أن عملية الإطلاق قد أثبتت بوضوح موثوقية نظام الأسلحة الاستراتيجية الرئيسي الجديد.
كيم جونغ شدد على أن تجاربه تؤكد مرة أخرى أن القوى النووية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قد وصلت إلى قدرة قصوى جديدة، يمكن الاعتماد عليها لاحتواء أي تهديد نووي. وذلك على الرغم من عدم ظهور تلك التهديدات إلى العلن. لكن كيم يرى «أن الولايات المتحدة الأمريكية «خصم غير موثوق به».
تفسر تلك التهديدات سبب التدريبات الجوية المشتركة التي قامت بها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، أمس الجمعة، حيث ركز البلدان على تعزيز قدرات ضرب المنشآت ذات الصلة بإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية، بعد ساعات من إطلاق الشمال مقذوف باليستي طويل المدى.