يبدو أن البشر لم يأخذوا العظة من نازلة الزلزال المدمر والذي ضرب تركيا مطلع فبراير الماضي، فأصبحوا يستحثون الزلازل على الحدوث يفتتون الفوالق الأرضية بواسطة مكونات عسكرية لتهتز الأرض تحت أقدام ساكنيها ويهرب الناس إلى الملاجئ ليكتشفوا بعد ذلك أن ما حدث من صنع الإنسان.. ماذا يحدث في لبنان؟
بات العالم في حالة تأهب وترقب لأية هزات أرضية خوفًا من عواقب تلك النوازل الطبيعية، بعد الزلزال التركي المدمر، الذي ضرب الأرض وتركها ركاما فوق البشر، وخلف نحو 50 ألف من الضحايا في تركيا وسوريا.
فقد تحدث الزلازل في أي مكان بالعالم، لكن هناك عدة مناطق تعد الأخطر على سطح الكوكب، لاسيما مناطق أحزمة الزلازل الثلاثة، ويؤكد العلماء أن الحزام الناري هو الأكثر خطورة على الإطلاق حيث ينشأ به نحو 80% من الزلازل والبراكين في العالم، ويليه الحزام الألبي في المركز الثاني من حيث الخطورة، ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
ومع كل هذا الحذر والترقب، لاسيما أن لبنان بلد مهدد بالزلازل لوقوعه على أحد أحطر الفوالق الأرضية بالبحر الأسود والممتد من خليج العقبة إلى تركيا، كشفت وسائل إعلام لبنانية أن هزة أرضية سجلت قوتها بنحو 3 درجات على مقياس ريختر، ضربت البلاد، ولكن المفاجأة التي سببت الذهول للآلاف أن تلك الهزة التي جعلت كوابيس زلزال سوريا وتركيا تتراقص أمام اللبنانيين جاءت نتيجة تدخل بشري.
حيث أفادت المصادر باستخدام مكونات عسكرية في أحد الكسارات بمنطقة زحلة في البقاع شرقي لبنان، حسبما ذكرت قناة سكاي نيوز عربية.
هذا وقد شعر اللبنانيون في منطقة زحلة والبقاع بهزة أرضية، سبقها دوي قوي، وفق ما أعلنه شهود عيان.
وذكرت وسائل إعلام محلية لبنانية إنه بعد معاينة المكان تبين أن الدوي والهزة الأرضية ناجم عن استخدام كميات كبيرة من المواد العسكرية التي جرى إدخالها إلى عمق الأرض الأراضي اللبنانية.
وعن تلك الهزة، أعلن خبير الزلازل طوني نمر إن الهزة الأرضية في جرود زحلة مثيرة للريبة مثل الهزة التي وقعت في السادس من مايو الماضي بمنطقة أعالي كسروان في جبل لبنان، والتي وقعت في منطقة كسارات أيضا.
وكانت هزة أرضية في منطقة كسروان وقعت في جبل لبنان في السادس من مايو الماضي بلغت قوتها 3.4 على مقياس ريختر، تبعتها هزة ثانية بقوة 2.4 على مقياس ريختر.
في الوقت ذاته، طالب طوني نمر، القوى الأمنية بأخذ الموضوع بجدية للتحقق من أسباب هذه الهزات ووقفها، بالأخص إذا كانت ناجمة عن استخدام مكون عسكري، مضيفا أن هكذا أعمال قد تستحث زلازل لا تحمد عقباها.
وعلق على صورة لفتحة وسط جبل، قائلا: “الحائط في الصورة هو حائط طبيعي من الصخر وهو عبارة عن جزء ظاهر من فالق كبير في المنطقة هو على الأرجح فالق اليمونة، أحذر بشدّة من القيام بأي أعمال تفتيت بمكونات عسكرية في أماكن كهذه لأن الموضوع ذو خطورة استثنائية من ناحية احتثاث الزلازل”.
ويخشى لبنان البلد الذي يعاني من أزمات اقتصادية شديدة الخطورة، من حدوث زلزال على غرار زلزال تركيا وسوريا المدمر، الذي أسفر عن عدد ضخم من الضحايا فضلا عن الدمار الكبير، ولكن الأعمال في الكسارات عن طريق المكونات العسكرية تستحث الزال التنين الخامد منذ سنوات، لاسيما أن تاريخ لبنان حافل بالزلازل المدمرة.. فهل تجلب تلك التصرفات زلزال ضخم لايبقى شئ؟