كأن النار تحتاج إلى زيت لمزيدًا من الاشتعال.. وكأن العداء فى حاجة إلى أسباب لمزيد من الاحتقان بين كوريا الشمالية وشقيتها الجنوبية، حيث توترت بينهما الأحداث إلى مستوى عسكرى خطير ليلا فى بحر اليابان.. ماذا حدث؟
اندلعت شرارة الأحداث بين كوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية، فى ساعات مبكرة حيث تبادل كلا البلدين المقذوفات على الحدود الواقعة بين البلدين، وسط توتر كبير فى الأحداث بسبب المقذوفات البالستية لكوريا الشمالية خلال الأسابيع الماضية وكذلك المناورات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية.
وعلق جيش كوريا الجنوبية، على التوتر على الحدود، مؤكدًا أنه أطلق عيارات تحذيرية على سفينة كورية شمالية عبرت حدود الأمر الواقع للبلدين، ما دفع كوريا الشمالية إلى إطلاق عيارات تحذيرية في المقابل.
وكشفت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي، أن الواقعة بدأت عندما عبرت سفينة تجارية كورية شمالية ما يعرف بخط الحد الشمالي قرب جزيرة بينغنيونغ عند الساعة 3.42 صباحا، لكنها تراجعت شمالا بعدما أطلقت البحرية الكورية الجنوبية عيارات تحذيرية.
ونددت هيئة الأركان بما أسمته “الاستفزازات المستمرة” لكوريا الشمالية وتصرفاتها غير المسؤولة، مؤكدة أن هذه التصرفات تقوّض عملية السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمجتمع الدولي” وحضّت بيونغ يانغ على “التوقف عن ذلك فورا”.
فيما ردت الجارة الشمالية، مؤكدة أن سفينة عسكرية كورية جنوبية انتهكت حدود الأمر الواقع من 2.5 إلى 5 كيلومترات بعد دقائق من الحادثة الأولى، ما دفع الجيش الشعبي إلى إطلاق 10 عيارات تحذيرية باتجاهها ردا على ذلك.
وقال ناطق باسم باسم جيش كوريا الشمالية في بيان: “اتخذت وحدات الدفاع الساحلي التابعة للجيش الشعبي الكوري على الجبهة الغربية… إجراء مضادا أوليا لطرد سفينة عسكرية معادية من خلال إطلاق 10 عيارات من القاذفات باتجاه المياه الإقليمية حيث رصدت حركة بحرية معادية عند الساعة 5.15”.
ولا تزال الحدود البحرية التي لم تحدد رسميا في الاتفاق الموقع عام 1953 والذي أنهى العمليات العسكرية الكورية، نقطة ساخنة وكانت مسرحا لاشتباكات عدة بين الكوريّتين على مر السنين.
وارتفع التوتر بين الجارتين لمستوى قياسى خلال الأسابيع الأخيرة إلى مستوى قياسى وسط تهديدات بالخيار النووى، إذ استأنفت بيونج يانج سلسلة من التجارب على المقذوفات، بما في ذلك ما قالت إنها تدريبات نووية تكتيكية، في الأسابيع الأخيرة، فيما كثّفت سيول وواشنطن التدريبات العسكرية المشتركة ردا على ذلك، حيث قالت سيول وواشنطن إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون على وشك إجراء ما قد تكون سابع تجربة نووية لبلاده.
وكانت كوريا الشمالية رفعت حالة التأهب القصوى من أشهر ضد الوضع المتغير بشبه الجزيرة الكورية.
وأصبحت العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في أدنى مستوياتها منذ سنوات مع إعلان كيم جونغ أون الشهر الماضي أن وضع بيونج يانج كقوة نووية “لا رجعة فيه”، ما أدى إلى إنهاء المفاوضات بشأن برامجه للأسلحة المحظورة.
69 عاما ومازالت الحدود فى شبة الجزيرة الكورية نقطة ساخنة بين البلدين، إلا أن الوضع تزداد درجة حرارته مع اتهامات كوريا الشمالية لنظيرتها الجنوبية بالتخطيط مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان للاستيلاء على أراضيها، مما جعلها فى حالة توتر لدرجة التوعد باستخدام المقذوفات النووية من أجل الحفاظ على أراضيها.. فهل يهدأ الوضع بين الكوريتين أم تزداد الخلافات اشتعالا لمستوى يهدد بقاء كوكب الأرض بأكمله؟